بصمة صوتية للقمان أبو صخر و خطة أمنية محكمة مكنت من القضاء عليه





معطى استخباراتي دقيق إثر عملية رصد و متابعة استعانتفيها قوات الأمن بتجهازات تعقب و تنصت حديثة تعقبت من خلالها الوحدات الستخباراتية مكالمات و اتصالات و رسائل قصيرة مشفرة تربط مجموعاتارهابية متشعبة.


الانطلاق كان من تتبع مكالمة هاتفية عبر هاتف جوال مصدرها الاول جبل السلوم و متلقيها في قفصة لم تتجاوز 3 دقائق و كانت مشفرة و مرمزة للأماكن و الاشخاص و عند تحليل "البصمة صوتية" للطرفين تبين أن صاحب المكالمة هو الإرهابي لقمان ابو صخر اما المتلقي فلم تتمكن الإجهزة الإستخباراتية من تحديد هويتة، وتعد البصمة الصوتية من بين اساليب تحديد الهوية الأكثر تعقيدا وجهدا حيث تخضع نبرة الصوت الى تحليل و مقارنة مع مائات الاصوات لشخصيات مختلفة حتى تحدد هوية صاحب الصوت و نسبة دقتها لا تتجاوز 60 بالمئة .


وبعد التأكد ان صاحب المكالمة هو الإرهابي المصنف خطيرا و المتهم في الضلوع و التخطيط لعملية باردو الأخيرة لقمان أبو صخر،عكفت الاجهزة الامنية على فك التشفير عن فحوى المكالمة التي تبين انها عملية نقل لأشخاص من جبل السلوم لمنطقة سيدي عيش بقفصة و قد حملت المكالمة معطيات دقيقة عن خط سير المجموعة و نقاط تبديل السيارات و عملية التمويه فأعطيت الإشارة للفرق القوات الخاصة للحرس الوطني (الوحدة المختصة USGN) للقيام بالعملية و وضعت للغرض خطة تكتيكية دقيقة تمثلت في تطويق المنطقة واغلاق منافذ الخروج و ترك منفذ وحيد للدخول لمنطقة سيدي عيش و هو المنفذ الذي اختارته المجموعة لتتوغل فيه و يقع بالتحديد في منطقة بين ماجل بلعباس وسيدي عيش وتسمى المخنق وهي على بعد 2 كلمترات من منطقة سيدي عيش.


الكمين الذي قامت به وحدات الحرس الوطني بعد أن تم تحديد مكان المجموعة الارهابية التي تم القضاء عليها و التى كانت داخل سيارة رباعية الدفع هو السماح لسيارة "الكشاف" اي مستطلع الطريق الذي يستعمله عادة المهربين لإستكشاف النقاط الامنية و اماكن تمركزها دون ان يشعر بأي شئ و انتظار الحظة الصفر عند مرور سيارة رباعية الدفع من نوع ستافات تقل عشرة ارهابين 9 جزائرين و تونسي وعند وصولها لمنطقة "الخنقة" فتحت عليها القوات الخاصة وابلا كثيفا من الرصاص فأردت المجموعة كاملة، ما عدى واحدا، قتلى على رأسهم خالد الشايب أمير "كتيبة عقبة ابن نافع" وقد توفيا الارهابي الجريح متأثر بجراحه فيما بعد . وقد تم حجز مجموعة كبيرة من الذخيرة الحية والأسلحة والمتفجرات بحوزة الارهابيين إلى جانب الأحزمة الناسفة التي كانوا يرتدونها لتفجير انفسهم في حال إلقاء القبض عليهم و ترجح مصادر امنية ان احد الأرهابيين فجر نفسة ليلة البارحة.


هذه العملية الإخيرة تعد من انجح العمليات الامنية الاستباقية التي قادتها و حداتنا الأمنية ثبت من خلالها أن الحضور الاستخباراتي و المعلوماتي لدى الاجهزة الامنية يربك المجموعات الأرهابية و يجعلها في العراء و يفقدها أحد اهم ركائزها وهو عنصر المفاجأة .