شهادة مكتشف سمير الوافي : “يوم صفعت الولد الغر صفعتين”




كتب الاعلامي التونسي و الشاعر ساسي جبيل للاخبارية الحلقات الخاصة التي عايش فيها سمير الوافي منذ اكتشافه له .. و في ما يلي الحلقة الاولى: التوانسة(وخصوصا الإعلاميون منهم) يعرفون جيدا أن هذا الكلام سيبين لهم أمرا يعرفونه جيدا، ولكنهم يدارون، ويتموجون، ويمشون مع الريح،،،، كثيرمن التوانسة يعرفون من هم جيدا لكنهم يركبون التيار الثورجي، حتى لم يبق لنا غير الكلاب والقطط والابقار لكي تركبه، ليصبحوا ثوارا مثل بقية الخلق التونسي، ومع أنهم كذلك، إلا أنهم في قرارة أنفسهم منكسرو الضمير، يحاولون جهدهم إ‘يجاد مخارج ومداخل لتأكيد وجودهم، ولو كان ذلك على حساب ما كانوا به يؤمنون.
هذه المقدمة لا تعني شيئا في جوهر المقال، وليست لتأنيب ضمير أحد من إياهم ، ولا هي مؤاخذة أحد على ما يقترف، وحده المولى يحكم هذا الأمر، ولكنها ضرورية برأيي للخوض في قصة الإعلامي سمير الوافي الذي أصبح على كل لسان في هذا الزمن التونسي التعيس، فالولد الغر الذي كنت وراء إستقدامه لمهنة الصحافة طفلا في عشريته الثانية ، قال لي أول مرة أنه يدرس بإحدى المعاهد الخاصة بالعاصمة، وأنه منحدر من قرية “الجبيبينة “..التابعة لمعتمدية الناظور من ولاية زغوان، وكان مراوغا بشوشا، لا يرى مانعا من التصريح بأنه ينحدر من أسرة فقيرة ومعدمة، وأنه يريد أن يشتغل في الحقل الإعلامي لأنه شغوف بالصحافة ويرى أن موهبته كافية لخوض غمارها،( وله الحق في ذلك في الوقت الذي تزايد فيه عدد العصاميين والأميين في القطاع أنذاك من الذين برزوا وأصبحوا من الأرقام الصعبة أحيانا )…

كنت عام 1993 قد تخرجت من الجامعة التونسية، وأتم دراساتي العليا، وأعمل بدار الصباح، وتحديدا بجريدة (صدى الثلاثاء) برئاسة تحرير الاعلامي الكبير عبدالحميد القصيبي ،،،،إتصلت بسي عبد الحميد وقلت له: هنالك ولد شاب يريد أن يعيل عائلته، ويريد أن يعمل، فقبل الطلب ،،،،،،بعد أيام وجد سي عبدالحميد أن الولد يضع كل يوم على مكتب زميل من الزملاء رسالة يقول فيها (أنا سمير الوافي وضعي سيئ للغاية ، وسيتم طردي من البيت إن لمأدفع معلوم الكراء ولم تقرضني 50 دينارا)، والعجيب أنه يفعل ذلك مع عدد غير قليل من الاعلاميين والفنيين كل يوم ، حتى بات الأمر محل تندر الجميع( وسقط في شباكه كثيرون )، وبعد أن قضى وطره من البعض، غادر إلى غير رجعة، ليلتحق تعاونا بدار الأنوار، وهناك نقل مشاكساتي التي كنت أكتبها أسبوعيا بجريدة الصدى، وكان في كثير من الأحيان يختار الأسئلة ويركبها وهميا في حوارات تحت عناوين مختلفة إلى أن وصل به الأمر إلى أن أطلق عليها (مشاكسات )، عندها ثارت ثائرتي واتصلت به ، فقال لي أريد أن آكل خبزا ، وأن أغطي مصاريفي المدرسية، فصفعته صفعتين وذهبت حال سبيلي ……بعد أيام فقط أعلم عائلته أنه نال شهادة الباكالوريا وهما، فكانت الذبائح والتبريكات، إلى حد وصل به الأمر إلى تهنئة نفسه بجريدة الشروق بالمناسبة، وهو ما تفطن له رئيس التحريرفقام بطرده، ليرتمي بين أحضان ولي نعمة آخر هو صالح الحاجة الذي كان قد بعث جريدة الصريح والتي تصدر في نفس اليوم الذي تصدر فيه الصدى حيث أكتب مشاكساتي التي التي حققت رواجا كبيرا للأسبوعية وصل الأمر إلى إعادة طبعها ذات عدد.
وجد صالح الحاجة في الولد الغر خير من يستغله ، ففتح له ركن (مشاكسات ) نكاية في جريدة الصدى، وإنطلق في عملياته المريبة التي بدأت مع الأشباه وأنصاف الفنانين ، والمتسلقين …..
وللحديث بقية …..