تنقلوا بين العاصمة والمناطق الجبلية:«أمراء» الإرهاب يفرّون إلى الجزائر

تنقلوا بين العاصمة والمناطق الجبلية:«أمراء» الإرهاب يفرّون إلى الجزائر

تفاصيل ومعطيات مثيرة سجلتها السلطات الامنية والقضائية خلال التحقيق مع بعض العناصر الارهابية المتورطة في اخطر الملفات المنشورة لدى القضاء منها مخطط لتهريب قيادات بتنظيم القاعدة الى القطر الجزائري وحقائق عن تنقلاتهم وتحركاتهم بين الجبال والعاصمة.

كما كشفت التحقيقات عن طرق استقطاب بعض الشبان من قبل الإرهابيين المتمركزين في جبال مناطق الشمال الغربي قصد مساعدتهم على توفير المؤونة والدعم اللوجستي وتحويلهم من طلبة جامعيين الى اخطر الإرهابيين .

طالب كلية الهندسة يروي حقائق خطيرة

أفاد طالب في كلية الهندسة الميكانيكية بجندوبة ومتهم في اخطر الملفات الارهابية المنشورة امام الدوائر الجنائية انه بحكم تردده على جامع الحوايلية وتعرفه على بعض الملتزمين دينيا رسخت في ذهنه فكرة الجهاد خلال أوائل سنة 2012 عبر متابعة الشبكة العنكبوتية وقد فكر في التحول الى سوريا رفقة شخص يدعى «ايوب» اصيل منطقة الزهروني الا انه تعذر عليه ذلك في حين تمكن «ايوب» من السفر الى المحرقة السورية وقد تأكد من خلال اتصال هاتفي أجراه معه مضيفا انه خلال شهر ديسمبر 2012 وردت عليه مكالمة هاتفية عن طريق هاتف عمومي من شخص لا يعرفه قدم له نفسه على أساس أن اسمه لطفي واعلمه انه مكلف بمساعدته على الالتحاق بسوريا وقد التقى به بباب الجزيرة بتونس العاصمة وتطرقا أثناء حوارهما الى مسالة الجهاد وحثه على السفر الى سوريا ثم أصبحت الاتصالات الهاتفية بينهما عبر محل عمومي للاتصالات لأسباب أمنية كما التقى به بعد أسبوعين بجامع الفتح بالعاصمة.

وذكر الطالب الجامعي المتهم ان الحديث دار بينهما حول حملة الاعتقالات في صفوف «الاخوة» من ذلك ايقاف كل من «الخويت» و«كالوتشا» وبعد فترة اتصل به المدعولطفي والتقى به بباب الجزيرة وهناك تم التطرق الى معاناة «الاخوة» المتمركزين بجبال جندوبة وتضييق الخناق عليهم من طرف أعوان الأمن وتعرضهم الى شدة البرد وفي مناسبة ثالثة التقى به بجهة باردو وهناك استفسر عن معرفته بالمدعو فخري قاطن بالملجإ الكحلة وهو أحد «الاخوة» الملتزمين دينيا بجندوبة وطلب ان يوصل له مبلغا ماليا قدره 400 دينار وقد قام بذلك.

مقابلة الأمير الجزائري

وجاء في اعترافاته ان المدعولطفي اتصل به في مناسبة ثانية وطلب منه ان يتصل بالمدعو فخري ويرتب له لقاء مع «الاخوة» المتواجدين بالجبل وتم تحديد موعد اللقاء وتحولوا الى مدينة بوسالم ثم تحولوا جميعا الى مدينة جندوبة وقاموا بشراء مواد غذائية وبالوصول الى غابة كثيفة الأشجار طلبوا من السائق التوقف ثم توغلوا داخل الغابة ليلتقوا عدد 3 أشخاص حاملين لأسلحة نوع كلاشنكوف وكان أميرهم جزائري ثم تناقشوا في بعض الأمور ثم غادروا المكان باتجاه ولاية الكاف ودار الحديث بينهم حول وضع «الاخوة» المتمركزين بجبال الطويرف.

الهروب من الأمن

جاء في ملف القضية ان احد المتهمين الذين شاركوا في هجومات ارهابية اعترف ان المدعو مكرم المولهي اتصل به وطلب منه مساعدته لتسهيل دخول شخصين محل تفتيش الحدود التونسية من جهة فرنانة قصد التحول الى القطر الجزائري مؤكدا انه قام بكراء سيارة وتحول الى منطقة تاجروين بالكاف والتقى بمكرم المولهي وقضيا ليلتهما بمستودع مؤكدا انه وجد سيارة أخرى على متنها أشخاص لا يعرفهم وانهم انطلقوا جميعا الى منطقة سويلم حيث تواجدت سيارة امنية وانه عند تخفيضه في سرعة السيارة فوجئ بالشخصين اللذين كانا معه يفتحان الباب وينزلان بسرعة في اتجاه احد المنحدرات.

تهريب قيادات ارهابية جزائرية

أجاب احد المتهمين ان عملية تهريب قيادات ارهابية جزائرية المخطط لها تمت عبر 3 سيارات ولفائدة 6 عناصر إرهابية وقد لاحظ في الأثناء احد المتهمين عند استنطاقه انه علم في ما بعد من قبل المدعومكرم أن السيارة الأولى تم إيقافها وسلمه حقيبة وطلب منه إخفاءها قرب وادي البربر تحت شجرة زيتون وقد طلب منه إيصال الأكل الى المجموعة المراد تهريبها الى الجزائر ومن بينهم شخص يدعى «الشيخ» وان السيارة الواقع حجزها كانت تحمل اسلحة نارية وذخيرة.

واكد احد المتهمين انه تعرف على الارهابي مكرم المولهي في القيروان خلال ملتقى انصار الشريعة وقد توطدت العلاقة بينهما ونظرا لكونه علم اثر أحداث العبدلية انه محل تفتيش فقد اتصل بالمولهي قصد إيوائه بمقر سكناه وهوما تم وقد اعلمه انه بإمكانه مساعدته على اجتياز الحدود نحوالقطر الجزائري واثر ذلك تحول إلى العاصمة أين مكث بجامع المركب الجامعي لمدة شهرين وفي الاثناء عاود المولهي الاتصال به واعلمه ان لديه 6 أشخاص مفتش عنهم يرغب في تهريبهم طالبا منه تكليف «احد الاخوة» لمساعدتهم فاتصل بشخصين واعلمهما بالتنسيق مع مكرم لتنفيذ هذه المهمة.

ضبط كمية من الاسلحة

وذكر احد المتهمين انه فوجئ بقدوم اعوان الحرس الى منزله والذين قاموا بحجز مسدس حربي نوع سميث وعدد 24 طلقة ذخيرة وظروف فارغة وطلقة نحاسية وألبسة عسكرية ومنظار مؤكدا ان هذه الاسلحة قام بشرائها من قبل مواطن جزائري تعرف عليه عندما كان يقضي عقوبة من اجل الفرار من الجندية وانه سبق ان تمت ادانته في قضية ارهابية حكم فيها بالسجن مدة 8 سنوات وقد تمتع بالعفو بعد الثورة.

وأجاب احد المظنون فيهم ان المولهي اتصل به وطلب منه مساعدته لنقل أشخاص وانه بالفعل وافق على العملية وبتاريخ الواقعة حضر مكرم ومعه 5 اشخاص صعد اثنان منهما بالصندوق الخلفي فيما ركب ثلاثة بمعيته وكان جميعهم يحملون حقائب ويرتدون «قشبية» متراجعا في تصريحاته الاولية المتعلقة ان احد الاشخاص المراد تهريبهم هو المدعو «كالوتشا» وانهم مجموعة من المسلحين المتمركزين بجبال القصرين ويحملون الجنسية الجزائرية وهم اعضاء تابعون لتنظيم القاعدة.