نائلة بن زينة تتحدث عن مخاطر الإرهاب عبر الأنترنات وتقترح "بطاقات تعريف رقمية" ضرورية




 في مداخلة ألقتها بفضاء "تيداكس قرطاج" تحت عنوان "الديمقراطية والحوكمة الرقميتان"، ركّزت السيدة نائلة بن زينة الرئيس المدير العام لمؤسسة Business & Decision على المخاطر والتهديدات المتأتية من خلال شبكات التواصل الإجتماعي وشبكة الأنترنات.
وأمام الخطر الذي بات الإرهاب يمثّله من خلال استعمال هذه الوسائل الإتصالية الحديثة تحدثت السيدة بن زينب عن مواضيع تهم الرأي العام في العالم وهي حرية التعبير واستعمالات "الواب" ووسائل الإعلام الإجتماعية وكذلك عن "هويّة" مستعملي الأنترنات.
وحول هذا المحور بالذات فإن موضوع "إخفاء الهوية الحقيقية" لمستعمل الأنترنات ليس سوى وهم لا غير باعتبار أن الحكومات تستطيع الكشف عن كافة الهويات الحقيقة لو رغبت في ذلك. وهذا الأمر ينطبق أيضا على الشركات التجارية والشركات متعددة الجنسيات التي تنفق ملايين الدولارات من أجل تفسير معطيات مجمّعة وتخص الموظفين.
وانطلاقا من هذه النقاط الهامة طرحت السيدة نائلة بن زينة سؤالا حول المدى الحقيقي لحرية التحرك في المجال الرقمي. هل هي مجرد طريقة سهلة لإعطاء الإنطباع بأننا يمكن أن نفعل كل ما نريد ثم نفسخ سلوكاتنا بعد أن نحلل ما في ذواتنا؟
وفي مداخلتها الملفتة للإنتباه أثارت السيدة بن زينة مفارقة حقيقية نعيشها هذه الأيام: ففي الوقت الذي يبدو فيه أن الدول تراقب وتتحكم في هذه الشبكات فإنها لا تملك في ذات الوقت الوسائل الناجعة للتصدي للإنحرافات المتأتّية من هذه الشبكات. من هنا يأتي الفراغ التشريعي الذي يمنع الدول من التحرك ومراقبة المنبع والمصدر في نفس الوقت. 
ويبقى إذن على المتحكم في الأنترنات أن يجد الآليات المثلى للتنظيم. وهذه الآليات هي التي ستسمح له بإيقاف الإنحرافات في الوقت المناسب دون السقوط في فخّ "الصنصرة". وهنا حسب السيدة بن زينة تكمن صعوبة العملية بالفعل.
ولم تكتف السيدة بن زينة بالحديث عن الظاهرة وتشخيصها ولفت الإنتباه إلى مخاطرها بل قامت بتقديم بعض الحلول والمقترحات التي تعترف بأنها ليست مثالية لكنها قادرة على أن تعطي الثقة وتبث الوعي على الأقل.
ومن بين الحلول التي اقترحتها خلق "بطاقة تعريف رقمية" تُلزم كل مستعمل لهذه الوسائل الإتصالية بتحمّل المسؤولية الكاملة في كل ما يقول وكل ما يكتب. وهذه البطاقة يجب أن تشمل كافة البيانات الحقيقية للمستخدم الذي عليه أن يتحمّل المسؤولية بكل ثقة ووعي بما يفعل.
وفي المقابل يجب أن تعطي هذه البطاقة للبعض من الأطراف وفي حالات معينة "الحق في النسيان" والحق في أن تظل هويّاتهم الحقيقية محجوبة. وللتذكير فقط فإن "تيداكس قرطاج" أصبح حدثا لا غنى عنه ويجمع كل عام باعثين ومبتكرين تونسيين وأجانب من مختلف الأعمار. وقد وضعت دورة "تيداكس قرطاج" لسنة 2015 تحت شعار: "اللحظة الكبرى: فوران" وقد توفق المشاركون إجمالا وتميزوا من خلال تدخلاتهم الثرية والمتنوعة.