خاص: مصدر أمني بالقطار يوضّح بخصوص التستر على إرهابيين بجبل عرباطة




نشر أحد المواطنين ويدعى طلال تدوينة فايسبوكية لاقت رواجا كبيرا في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي وبادر عديد الفايسبوكيين بنشرها على أمل وصولها إلى الجهات المعنية، وقال هذا الشخص أصيل منطقة القطار من ولاية قفصة انه لاحظ عشية أمس أثناء جلوسه رفقة بعض أصدقائه قرب دار الشباب بالجهة، مرور شخص غريب عن المنطقة يحمل بعض "الأغراض"، وأكد طلال أنه لما تمت مساءلة هذا المارّ عن وجهته فانه أجابهم حرفيا :"طالع لفوق"، ويقصد بذلك نيته الاتجاه إلى جبل عرباطة.
وواصل نفس الشخص شهادته المثيرة التي قال فيها انه يتحمل كافة المسؤولية في ما أورده خلالها، ليشير إلى أنه قبض رفقة أصدقائه على هذا الشخص الغريب وتمت حيازة عدة مواد غذائية ومواد عديدة كالمطرقة وملابس يشتبه وفق كلامه في محاولة مد بعض المشتبه فيهم بالإرهاب بها في جبل عرباطة. وأكد طلال في هذه التدوينة أنه بادر بنقل الشخص المشبوه رفقة الحاضرين معه إلى مركز الشرطة بالقطار للبحث في المسألة، إلا أنه ذهل بإجابة الأعوان الحاضرين بالقول حرفيا :"يعطيكم الصحة لولاد.. نعرفوه تنجمو تمشيو". وواصل هذا الشخص ليتّهم الجهات الأمنية باللامبالاة وفق تدوينته التي ضمت تهما خطيرة تلزمه في أقواله...
ونظرا لخطورة المعلومات التي قدّمها الشاب طلال اتصّلت "أخبار الجمهورية" بمصدر أمني تابع لمركز الشرطة بالقطار للاستفسار حولها، فخصّنا بكامل حيثيات الحادثة التي تعود أطوارها إلى تقدّم شقيقين أصيلي منطقة "بئر سعد" التابعة لمعتمدية القطار مؤخرا ببلاغ ضدّ مجموعة من الأنفار بدت عليهم حالة السكر الواضحة حيث اعترضوا سبيلهما وهما في طريق عودتهما إلى محل سكناهما في وقت متأخر من الليل مما جعلهما يشعران بالخوف والريبة من أمرهم.
وأكد مصدرنا على أن الشابين المذكورين كانا يشتغلان قبل الحادثة في حضائر بناء في منطقة السند التابعة لولاية قفصة وكانا مقيمين بذات الحضيرة وهو ما دفعهما إلى أخذ عديد المستلزمات الغذائية إلى جانب أدوات البناء، مشيرا إلى أنهما ليلة الواقعة كانا في طريقهما إلى مسقط رأسهما مرورا بالقطار بعد انتهاء أشغالهما وخلاص مستحقاتهما بالسند، اضطرا إلى اللجوء إلى منزل يتبع عائلتهما بالقطار مازال بصدد التشييد وذلك للمبيت فيه نظرا لتأخر الوقت وعدم توفر مواصلات تقلّهما إلى مقر سكناهما ليعترض سبيلهما الأشخاص المذكورون.
وفي سياق متصل أضاف المصدر الأمني بأن الشاب طلال الذي نشر تدوينته المذكورة أعلاه هو من بين الأشخاص الذين اعترضوا سبيل الشقيقين ونظرا لحالة السكر البادية عليهم توجهوا إلى مركز الشرطة لتقديم بلاغ مفاده أنهم لمحوا شخصا بحوزته مواد غذائية وملابس وأدوات بناء كالمطرقة، وبالاستماع إلى اقوالهم والتأكد من أن الشخص الذي اعترضهم هو نفسه احد الشقيقين اللذين توجها إلى المركز في تلك الليلة أمرتهم الوحدات الأمنية بالانصراف.
كما بين مصدرنا بأن المحجوزات التي خيّل لطلال وأصدقائه بأنها ستذهب لتموين عناصر إرهابية بجبل عرباطة هي نفسها المعدات والمستلزمات التي عاد بها الشقيقان إثر انتهاء عملهما في الحضيرة من بقايا قوتهما وأدوات عملهما.
وفي ختام مداخلته أشار محدثنا إلى أن الشاب طلال والمجموعة التي معه هم من أشدّ الأنفار تحريضا على الشغب، كما أنهم متورطون في أحداث شغب خطيرة منها حرق مركز الأمن والمعتمدية بالقطار ومعروفين إلى انتمائهم لأحد الأحزاب السياسية المعروفة.
ومن جهتنا وفي إطار تحرياتنا حول مركز الشرطة بالقطار تبيّن لنا بان هذا المركز يفتقر إلى ابسط الضرورات التي تمكنه من مجابهة العناصر الإرهابية وملاحقة المتورطين. هذا إلى جانب عدم تمتعه بسيارة أمنية لائقة تساعده على أداء عمل عناصره على أكمل وجه. حيث أن السيارة الوظيفية التي بحوزتهم "أكل عليها الدهر وشرب"، زيادة على ضعف العتاد والمعدات الأمنية اللازمة التي يحتاجونها ، إضافة إلى نقص العنصر البشري به.
منارة تليجاني


jomhouria.com