ظاهرة التعذيب في تونس: الإنتهاكات متواصلة رغم خفوت حدتها



تونس- سنيا البرينصي
تحيي تونس اليوم الجمعة 8 ماي 2015 اليوم الوطني لمناهضة التعذيب. و تمثل ظاهرة التعذيب داخل السجون و مراكز الإيقاف التونسية من التحديات المطروحة بقوة في بلد انخرط حديثا في منظومة بناء و تكريس الديمقراطية الناشئة، تشريعات و ممارسة، بعد سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، الذي عرفت فترة حكمه بتفش لا يختلف فيه إثنان لعدة انتهاكات ضد الذات البشرية المعنوية و الجسدية المتمثلة في تعذيب المساجين و الموقوفين خاصة منهم سجناء الرأي و السياسة وفق ما أكده أغلب الحقوقيين و ناشطي المجتمع المدني في تونس.
و لكن يبدو أن ظاهرة التعذيب، و لئن خفت حدتها في تونس ما بعد 2011، إلا أنها لم تنته بسقوط بن علي، حيث تشير تقارير صادرة عن جهات حقوقية و منظمات المجتمع المدني إلى أن تونس سجلت زيادة في حالات التعذيب بعد "الثورة" إذ توجد 295 حالة تعذيب خلال سنتين وفق تقديرها.
و في تقرير صادر عن المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب و يتعلق بشهر أفريل 2015 تم إقرار وجود حالات تعذيب حدثت داخل السجون و مراكز الاحتفاظ في تونس من بينها حالتي وفاة مسترابة بسجنين تونسيين. كما رصد التقرير وجود مخالفات تخالف التزامات تونس الدولية من حيث التسرع في الإيقافات و الإنتهاكات التي تسلط على الأطفال الجانحين منددا بإفلات المتورطين في هذه الممارسات من العقاب.
و أعلنت رئيسة المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب راضية النصراوي أن المنظمة تلقت 300 شكاية في الغرض مضيفة في سياق متصل أن 390 شكاية تعذيب وردت بدورها على الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حسب كلامها.
من جهته كان وزير حقوق الإنسان و العدالة الإنتقالية في حكومة الترويكا سابقا سمير ديلو قد أقر بتواصل ظاهرة التعذيب في تونس ما بعد 14  يناير 2011.
و تبقى معضلة تواصل التعذيب في السجون و مقرات الإيقاف في تونس و إن تقلصت بصفة لافتة خلال السنوات الأخيرة محاطة بكثير من الجدل و الغموض بين نفي السلطات الرسمية أو تقليلها لحجم الانتهاكات الإنسانية المسجلة ضد الموقوفين و المسجونين و بين إصرار الحقوقيين و الناشطين المدنيين على  أنها موجودة رغم تقلص حدتها بعد سقوط بن علي.
يشار في ذات المضمار إلى أنه من المنتظر أن يستقبل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي اليوم الجمعة  رئيسة المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب راضية النصراوي و ذلك في إطار إحياء تونس لليوم الوطني لمناهضة الظاهرة.