“افريقية للإعلام” كذبة كبرى سقط فيها العديد



تحذير للتونسيين من استعمال طائرات الخطوط الجوية التونسية بداية من 2 جوان المقبل ، تغريدة على صفحة تويتر لا يتجاوز عدد المشتركين فيها الالف تتحول في دقائق الى خبر رئيسي في اغلب الصحف الالكترونية و الى “تحديثة” تتداولها اغلب صفحات الفايسبوك.
البعض روج لهذه التغريدة لأنها ” خبر صحفي” يستجيب للقواعد الخمسة : من؟ متى؟ اين؟ كيف ؟و لماذا؟ ، ويمكن أن يكون ايضا بداية لقصة خبرية أخرى من خلال الاتصال بالجهات المعنية لمتابعة التعاطي مع التحذير .
البعض الآخر لم تكن تعنيه ” القصة الخبرية” بقدر ما يعنيه التحذير في حد ذاته الصادر عن جهة بينت التجربة ارتباطها بالجماعات الارهابية و “امتلاكها للمعلومة “.
وثمة من روج لهذه التغريدة لأنه لاحظ أن ” صحفيين محترفين” و سياسيين معروفين قاموا بالترويج لها .
كل خلفية من خلفيات ترويج وتوزيع ما تنشره ” افريقية للإعلام” تستدعي الوقوف عندها بالتحليل ، لكن ما يهمنا الان مصداقية هذه الصفحة ودقة المعلومات التي تنشرها حتى تتحول الى مصدر للمعلومة يتم تناقلها دون تثبت .
اذا عدنا الى الوراء قليلا نجد ان هذه الصفحة انفردت بنشر صور لبعض العمليات الارهابية التي نفذتها كتيبة عقبة بن نافع ، لكنها ايضا لم تقدم دائما روايات دقيقة وصحيحة حول العمليات الارهابية ، رغم محاولاتها ” احباك الصياغة” و تقديم تفاصيل جزئية و دقيقة لتقدم انطباعا انها ملمة بكل شيء.
قبل أكثر من سنة تعرضت هذه الصفحة الى حملة واسعة من الانتقادات من طرف بعض المجموعات المنتسبة للتيار السلفي الجهادي على خلفية نشرها خبر مقتل عدد من عناصرها ، واضطرت للتوضيح و تفسير اسباب ذلك ، ومازالت الى الان تتحدث عن هذه الواقعة .
أما فيما يتعلق بالعمليات الارهابية في تونس فإذا استثنيا بعض الصور لمجموعة عقبة بن نافع في جبل الشعانبي وصور اخرى لبعض العمليات ، لا نجد لهذه الصفحة انفرادا حقيقيا بل نجد اخطاء و عدم دقة.
نذكر من ذلك :
يوم 8 جانفي 2015 بعد نشر ” المكتب الاعلامي لولاية برقة” خبر مقتل سفيان ونذير ، قامت ” افريقية للإعلام” مباشرة بإعادة نشر الخبر مع اضافات لها حول توقيت العملية وظروفها ، لكنها تراجعت بعد ذلك وقالت انه باتصالها ” ببعض الاخوة ثبت لنا ان عملية القتل تمت قبل ثلاثة اشهر….”.
يوم 18 مارس 2015 تاريخ عملية باردو، قامت الصفحة ذاتها بنشر روايتها حول العملية تحت عنوان” يوم عادي” وانتشرت هذه الرواية في فضاءات التواصل الاجتماعي وأيضا في وسائل اعلام محترفة ، لكن التحقيقيات مع الموقوفين واعترافتهم اثبتت ان تلك الرواية لم تكن صحيحة .
في عملية ثكنة بوشوشة قبل يومين قدمت ” افريقية للإعلام” رواية مقتبسة من وسائل الاعلام التونسية دون اثباتات و ادلة .
أما بقية منشوراتها فإنها نقل لما ينشر في مواقع جهادية اخرى .
وبخصوص التهديدات التي تطلقها من حين لآخر ، من ذلك التهديد بضرب طائرات الخطوط الجوية فإنها تندرج في اطار خطة التخويف و الترهيب و هي خطة هذه الجماعات في مختلف المناطق ن من اجل خلق مناخ من الخوف الذي يقدم للاستسلام وهذا ما يجب الانتباه اليه وخاصة عدم السقوط فيه.