عبد الباسط بلحسن : التعامل غير الجدي خلال معالجة الارهاب يؤدي لتطوره



أكّد عبد الباسط بلحسن ،رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان ، ان المقاربة الثقافية و العلمية هي حلّ أكيد تأخّرت دول العالم العربي ،و من بينها تونس ،عن انتهاجه كحل يفتح ابواب الفكر و النقد والإصلاح و يمكن من خلاله حل مشكلة الارهاب حتى و ان تطلب الامر وقتا و مجهودا كبيرا.
كما صرّح بلحسن لـ”آخر خبر اونلاين” ان مسألة مقاومة الارهاب لم تعالج بعد بشكل جدي سواء كان ذلك على المستوى الوطني او الدولي وهو ما ادى الى تطور نوعي في العمليات الإرهابية الأخيرة التي أصبحت  تستهدف النقاط الحيوية للبلاد.
و أشار في السياق ذاته الى جملة من الحلول بعضها يعتبر بيد التونسيين و البعض الاخر خارج عن نطاقهم لانه ذو بعد دولي.
و على الصعيد الوطني أوضح بلحسن أنه يرى ان الوحدة الوطنية هي حل اولي و اهم في مرحلة دقيقة و حساسة كهذه لكنه يعتبر نجاحها رهين شرط اساسي وهو قناعة حقيقية و عميقة بالاتفاق حول مفهوم الارهاب و مظاهره، و أضاف قائلا ان هذا الشرط لم يتحقق بعد كما ينبغي له ان يكون بما ان هنالك من لا يزال يبرر الارهاب او يراه جزئيا ان لم نقل ان البعض يقلل من شأنه لطمس الحقائق.
و في السياق ذاته أشار مدير المعهد العربي لحقوق الانسان بتونس عبد الباسط بلحسن الى ان الوضوح السياسي ضروري لأنه اصل موازين القوى ،واصفا في السياق ذاته الحكومة التونسية بصاحبة الايادي المرتعشة ما انتج ارتباكا على مستوى اتخاذ القرارات  و هشاشة على نطاق المؤسسات، و فسّر ذلك بقوله ان الاطار السياسي في تونس لا يزال غير قادر على التمييز بين التنافس الانتخابي و الصراع السياسي فتشوش الرؤى و تفاقم الصراعات ارضية للإرهاب و تناميه.
هذا و تطرّق عبد الباسط بلحسن الى الحلول الامنية و العسكرية  بما أن الأوان قد حان لان تتدعم المؤسسة الامنية و كذلك العسكرية للجمهورية التي تمر بمرحلة انتقالية حرجة و يراها محدودة لانه رغم تعدد المقترحات في هذا الشأن الا انه ما من سياسات اصلاحية تعطي الامل للناس كمحاربة الفساد بالادارات و المؤسسات و الانكباب على الاصلاح الاقتصادي.
وعلى المستوى الدولي، بيّن بلحسن ان العلاقات الدولية للمصالح غذت بشكل فضيع رأسمالية وحشية طمست كل جوانب الحياة الانسانية السليمة بيئيا و اقتصاديا وهي منظومة ان الاوان للنظر فيها و اعادة تقويمها و كل الحلول العسكرية للتدخل في الدول لم تقدم حلولا.
هذا و أكّد عبد الباسط بلحسن ان على المنظمات الدولية و الاعلام  و الشعوب التحرك لتقديم مقترحات تقدم اجابات انسانية تقترح الحقيقة حتى نحل مشكلة استفحال الارهاب.
البداية -حسب تقديره- وهي الاهم حاليا ،تتمثل في تكثيف مراقبة الحدود و منع سفر الشباب للجهاد لان قوى كبيرة تتلاعب بالعقول فقط لغايات اقتصادية و منفعية لا تزيد الا من مرابيح عصابات المافيا من سلاح و مخدرات و ايقاف النزيف بسوريا و العراق و ليبيا.
مشيرا إلى ان البلاد التونسية بحاجة اكيدة اليوم للاستثمار في اصلاح الثقافة و التعليم بتربية تقوم على الفكر لأن تجار الموت يبحثون عن ضحاياهم في جوانبهم الهشة.
اما الجانب الآخر الذي تحدّث عنه، وهو الاصعب حاليا حسب قوله، فيتمثّل في الكيفيّة التي يجب ان تتعامل بها الدولة التونسية، شأنها شأن الدول الاخرى، مع ابنائها الراجعين من بؤر التوتر ، مؤكّدا ان الدول بدأت في وضع استراتيجيات كيفية نزع التشدد من خلال ادراج ببرامج فنية و اجتماعية و تربوية لإعادة “أصحاب الفكر الملغّم” لحياتهم الطبيعية ، مع ضرورة محاسبة من تلطخت اياديهم بالدماء،على حد تعبيره.