مازن الشريف : لهذه الاسباب السبعة ستكون الضربة القادمة اعنف …



كتب الخبير الامني مازن الشريف تحليلا للعملية الارهابية التي جدت باحد فنادق سوسة.. و جاء نصه كالاتي: “لنعد لما جرى بالأمس، ولنحاول ترتيب أفكارنا بهدوء:
1/ ذئب منفرد، انغماسي، طالب جامعي صغير السن، لم يكن لديه الوقت للتدريب الكثير، ولم يكن في مناطق النزاع ويخض تجارب حربية، يقوم بأكبر مجزرة في تونس: وهذا يولد الأسئلة التالية:
* ماذا لو قام بالعملية عائد من سوريا وجرب الحرب وأتقن فنونها وكان مجهز بأكثر أسلحة؟
* ماذا لو قام بهذا الأمر عشرون أو خمسون عنصرا وهاجموا مجموعة نزل في نفس الوقت؟ أو أي أمكنة أخرى؟
* هل يوجد أي مانع موضوعي لهذا الأمر؟
2/ الارهابي اختار ان لا يقتل المواطنين واكتفى بقتل السياح، كما اختارت المجموعة الارهابية التي هاجمت منزل وزير الداخلية السابق قتل الامنيين وعدم قتل المواطنين، ضمن خطة محددة، فماذا لو اختار قتلهم؟ وماذا لو يختار الانغماسي الذي سيقوم بالعملية الموالية أو المجموعة قتل المواطنين: أي مجازر يمكن أن تتم في فضاء عام أو سوق أسبوعي أو شارع أو شاطئ؟ فهل يدرس القائمون على الدولة مثل هذه السيناروات والاحتمالات؟ وهل ثمة مشروع وقائي لتلافيها؟
3/ الذي قام بعملية الأمس انتمى للتيار السلفي الجهادي، والسؤال: من الذي دعم هذا التيار ويدعمه؟ ومن فتح له البلاد؟ ومن سمح بتغذيته؟ أفلا يكون الفاعل أو الفاعلون لذلك إرهابيين أكثر من الإرهابي الذي قتل ثم تم قتله وكان مجرد بيدق في رقعة الارهاب؟
4/ الشاب الذي تحول إلى إرهابي تمت دمغجته بسرعة قياسية، ومن قام بهذا خبراء ولديهم معرفة عميقة منهم شيخ التكفير ومنهم من هو أخطر منه، فمن هم هؤلاء وأين المخابرات لتصل إليهم؟ وكم عدد المدمغجين مثله والذين لا تعرف الداخلية عنهم شيئا ويستعدون لانغماس جديد.
5/ تونس هي أكبر مصدر للارهابيين، وعدد الدواعش التونسيين هم الأكثر، وهؤلاء عينهم على تونس لتحقيق الخلافة فيها، والسؤال هنا: أي فرق بينهم وبين الذين يحملون راية الخلافة تحت حزب معترف به، حتى وإن كانت الوسائل مختلفة حاليا؟ ومن الذي سبب هذه الكارثة التي حولت تونس من مصدّر للأدمغة إلى مصدّر للدواعش؟ من قطع العلاقات مع سوريا وارتمى في حضن المشروع التخريبي للدول العربية وسخر أجهزة الدولة والمال العام لذلك وفتح المجال أمام طوفان من الجمعيات التي تبيض الارهاب وسمح بتحويل عدد كبير جدا من المساجد إلى بؤر للتجنيد والاستقطاب والدمغجة؟ وجعل للارهابيين طوابير تدافع عنهم باسم حقوق الانسان ولها منافذ ومواقع في عمق الدولة نفسها…وإن حددنا المسؤولين عن ذلك فماذا يجب على الدولة أن تفعل تجاههم؟؟؟
6/ الذين جاؤوا للناس وقالوا لهم: نحن سنصحح الأمور…وانتشى الناس وانهمروا تصويتا في رقصة الــ Vote Utile…ثم لم يفعلوا شيئا ولم يحاسبوا أحدا…أليس هؤلاء أيضا مسؤولين أمام الشعب وأمام الوطن على استمرار الانهيار ووقوع الكارثة؟؟
7/ من الآن أقول لكم: الضربة القادمة ستكون أعنف، ولن تكون بعيدة، ويمكن منعها، فكيف يمكن ذلك دون علم، وكيف يمكن للعلم دون الاستماع للعلماء؟ فهل سوف تتحقق أمنيتي بأن أستشرف أمرا ولا يقع، أم ستقع المصيبة مرة أخرى، فيقول بعضهم: هذا لم يكن متوقعا، ويقول آخرون: حدث أكثر منه في أكبر الدول، ثم كيف علم بذلك؟؟؟؟”..