عمليتا سيدي علي بن عون و جندوبة : تزامنُ التوقيت لا يخفي التباين التنظيمي و العسكري



بعد ساعات من عملية سيدي علي بن عون ، واجه أعوان الحرس الوطني عملية أخرى في غار الدماء من ولاية جندوبة ، ايضا بعد ساعات من تبني ” داعش” عملية سيدي علي بن عون ، نشرت الصفحة الرسمية لكتيبة عقبة بن نافع على التويتر تغريدة أعلنت فيها تبنيها لعملية جندوبة .
التحليل وحده يربط بين العمليتين ويدفع للاستنتاج أن تنسيقا ما بين المجموعتين ، لكن ميدانيا لا يوجد ما يؤكد ذلك خاصة أن التباين بين من بايعوا ” داعش” و بين القاعدة تجاوز التباين السياسي ( الشرعي) الى التباين التنظيميى و العسكري .
في كافة المناطق التي يتواجد فيها التنظيمان لم يعد هناك أي تنسيق بينهما ، وهذه حقيقة ميدانية في العراق و سوريا و اليمن وليبيا .
وهذا يدفع لاستنتاج أن عملية سيدي علي بن عون منفصلة عن عملية جندوبة ولا يوجد أي تنسيق ، قد تكون الصدفة هي التي دفعت لهذا التزامن و قد يكون ايضا أن احد التنظيمين مخترق للتنظيم الاخر مما يمكنه من معرفة خططه وعملياته ، وهذا أمر معروف في العمل الأمني لهذه المجموعات .
لكن النقطة التي يجب الوقوف عندها في قراءة عمليتي سيدي علي بن عون وجندوبة هي التوزيع الجغرافي لكل من داعش و القاعدة في تونس . معلوم أن جبل الشعانبي مثل لفترة معقل تنظيم القاعدة ممثلا في أنصار الشريعة و جناحها العسكري ، وتوسع حضور القاعدة ليصل الى جبال الكاف و جندوبة ، لكن بعد بروز داعش حصل الانشقاق داخل المجموعات المتمركزة في الشريط الحدودي التونسي الجزائري مع بقاء تنظيم القاعدة ( كتيبة عقبة بن نافع ) كجهة مسيطرة على جبل الشعانبي و انسحاب “جند الخلافة” في اتجاه جبل السلوم و المناطق القريبة منه وهو ما اشارت اليه في وقت سابق بعض النصوص لأنصار هذه المجموعة وأيضا بعض التقارير الامنية .
واعتقد أن عمليتي سيدي علي بن عون ( تفاصيلها تقول ان أفراد المجموعة نزلوا من جبل السلوم) و جندوبة ( تبنتها كتيبة عقبة بن نافع) تكشف بشكل واضح التوزيع الجعرافي لكل من داعش و القاعدة في المناطق الجبلية المتاخمة للحدود الجزائرية.
صحيح أن للارهاب وجها واحدا سواء من داعش أو من القاعدة لكن المسك بمناطق تواجد هذه المجموعات هو ايضا حلقة مهمة في مكافحة الارهاب.
نورالدين المباركي