«الذئب المنفرد» تكتيك «الدولة الإسلامية» الجديد الذي حيّر مخابرات العالم




كشف موقع «ديبكا فايل» الإستخباراتي الإسرائيلي، أن تنظيم «الدولة الإسلامية» بدأ في اتباع تكتيك جديد من شانه أن يصعب على أجهزة الاستخبارات تتبع نشاطاته، أو منع عملياته، وهو تكتيك «الذئب الوحيد – lone wolf»، أي الشخص الوحيد الذي ينفذ التفجيرات دون أن يظهر أي أثر لعلاقة له مع أحد، وهو ما يجعل تتبع عمليات التنظيم أمرا صعبا.
وفي تقرير نشره الموقع، السبت، بعنوان: «العنف الداعشي: الذئب الوحيد على الساحة العالمية يربك محاربة السلطات الغربية للعنف»، قال الموقع الإسرائيلي المتخصص في التحليلات الأمنية والعسكرية، أن أسلوب «الذئب أو المنفذ الوحيد – lone wolf ليس كما يحاولون وصفه في إسرائيل، عندما يستيقظ شخص في الصباح ويقرر تنفيذ عملية طعن أو دهس، فداعش لا تُنفذ عمليات بشكل عشوائي، وكل شيء معد ومخطط له من البداية».
وشدد الموقع الصهيوني على أن «تلك العناصر تخطط لعملياتها بنفسها أو عبر مجموعات من عنصرين أو ثلاثة عناصر كحد أقصى بشكل حذر ولوقت طويل، وتختار أهدافها وفقا لعدة معايير، أهمها عدد القتلى، فكلما كان العدد المتوقع أكبر كان الهدف أفضل، وأن قطع الرؤوس، أكثر الطرق لبث الرعب في مسرح العملية».
عصر «بن لادن» انتهي
وقال «ديبكا» أن «عصر أسامة بن لادن المعروف بالعمليات الضخمة قد انتهى، ولم تعد الآن هناك حاجة لمجموعة من 20 عنصرا تختطف طائرة ركاب وتسقطها على أهداف استراتيجية لقتل آلاف الأشخاص، مثلما حدث في تفجيرات 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن، وإنما يكفي شخص واحد لتنفيذ عملية تسفر عن عدد كبير من القتلى والمصابين»، وذلك مثلما حدث في مدينة سوسة التونسية الجمعة 26 يونيو، حيث تنكر مهاجمان اثنان في هيئة سياح أجانب على شاطئ البحر، ثم راحا يطلقان النار بشكل كثيف وعشوائي على كافة السياح الذين كانوا مستلقين على الشاطئ فقتل 39 منهم.
وقد هرع المهاجمان باتجاه فندق «إمبريال» القريب، لقتل مزيد من الضحايا حيث ألقى أحدهما قنبلة داخل البهو قتلت سائح في الحال، قبل أن تقتل قوات الأمن أحد المهاجمين ويتمكن الثاني من الفرار، ليتم القبض عليه في وقت لاحق.
وقال «ديبكا فايل» إنه بالرغم من عدم وجود تنسيق بين العمليات التي شهدتها كل من تونس والكويت وفرنسا، وأوقعت عشرات القتلى، فإن هذه العمليات جاءت بنفس الأسلوب وعقب دعوة التنظيم أتباعه إلى تنفيذ عمليات في دول التحالف الدولي ضده، وأهداف غربية في دول شمال إفريقيا، إضافة لاستهداف الشيعة في دول الخليج العربي.
ورغم تأكيد  وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، أنه لا يوجد أي مؤشر حتى الآن على «المستوى التكتيكي» حول ما إذا كانت الهجمات في تونس والكويت وفرنسا «منسقة» مع بعضها البعض، إلا أن ما جري يؤكد أنه يوجد رابط بينها، وأن «النموذج التقليدي للعمليات الإرهابية الإسلامية لم تعد قابلة للتطبيق، والدولة الإسلامية في العراق والشام أصبح لديه وسائله الخاصة لإلحاق الموت على نطاق واسع يصعب اكتشافه أو التنبؤ به»، وفقا للموقع.
وزعم «ديبكا» أن «العديد من هيئات مكافحة الإرهاب الغربية قد تم اختراقها من قبل هؤلاء المتطرفين الذين يدعون إلى التعاون في الحرب على الإرهاب، وأن العديد من الجهاديين الذين اخترقوا وكالات الأمن والاستخبارات الغربية وخاصة بريطانيا وفرنسا وتونس، التحقوا بها كمخبرين، وهو دور يستخدمونه كغطاء لتنفيذ هجماتهم ما يجعل من الصعب التنبؤ بها تقريبا».
ووصف الموقع الاسرائيلي معظم العناصر الموالية لتنظيم «الدولة الإسلامية» خارج حدود سوريا والعراق، وتحديدا في أوروبا والولايات المتحدة، بأنهم «مسلمون راديكاليون بايعوا التنظيم، أو أشخاص عادوا إلى بلادهم من ساحات المعارك في العراق وسوريا».

المصدر | الخليج الجديد