تونس تشتعل بعد تسريبات جديدة



قال موقع ميدل إيست آي البريطاني إن تسريبات بشأن مطالبة الإمارات الرئيس التونسي باجي قايد السبسي باتباع السيناريو المصري، وقمع “حركة النهضة” أثارت جدلا وخلافا شديدين، واتهامات متبادلة، ودعوات إلى تحقيق برلماني عاجل.

وبدأ الأمر عندما ادعى الإعلامي التونسي سفيان بن فرحات، أن مسؤولي الإمارات حثوا الرئيس التونسي على اتباع النموذج المصري مقابل المساعدات.
وانتشرت دعوات تطالب بالتحقيق بشأن الدور الإماراتي في تونس، بعدما اتهم الإعلامي البارز سفيان بن فرحات الدولة الخليجية بمحاولة استخدام تأثيرها على الدولة الشمال إفريقية لتنفيذ حملة قمعية ضد حزب النهضة الإسلامي.
بن فرحات، الذي يدعي أنه قريب الصلة من السبسي، ذكر هذا الأسبوع أن أبو ظبي سعت لإقناع السبسي بمحاولة الاستيلاء على السلطة، من النهضة، صاحب العدد الأكبر من البرلمانيين المنتخبين، والذي أمسك بميزان القوى بين 2011-2014.
وأدلى الإعلامي المذكور بتلك التصريحات على فضائية نسمة، المملوكة من قبل رجل أعمال ساعد على تأسيس حزب نداء تونس، والذي يترأسه السبسي.

وزعم بن فرحات، أن الرئيس التونسي أفشى، خلال محادثة خاصة، أن المسؤولين الإماراتيين طلبوا منه “تكرار السيناريو المصري”، مقابل المساعدات المالية.
وأضاف الموقع البريطاني “ السلطات المصرية، بقيادة الرئيس وقائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي، قادت قمعا واسع النطاق ضد المحتجين، وركزت بؤرتها على جماعة الإخوان “المحظورة حاليا”.
وتسببت سنوات من الاضطرابات في ركود الاقتصاد المصري، واستقبلت مصر مليارات  الدولارات من المساعدات من دول الخليج الثرية، لا سيما السعودية والإمارات.
المطالب الإماراتية المزعومة، أعقبت تولي السبسي السلطة في ديسمبر 2014، في أعقاب أول انتخابات رئاسية حرة في تونس.
ووفقا لفرحات، فقد رفض السبسي اتباع نفس ذات النهج، لكن الرئاسة التونسية رفضا التعقيب على تلك التقارير.
ويرتبط السبسي بعلاقات وطيدة مع حكام الإمارات، التي طار وزير خارجيتها عبد الله بن زايد إلى العاصمة التونسية في مارس الماضي، في زيارة لم تكن مدرجة على جدول الأعمال.
وأثناء الحملة الرئاسية الناجحة للسبسي، لاحقته فضيحة تمويل، بعد اكتشاف تلقيه هدية إماراتية تتألف من سيارتين مصفحتين.
من جانبه، دعا السياسي المعارض أنور غربي إلى تشكيل لجنة برلمانية، تضم كافة الأحزاب، للتحقيق في تقارير حول سعي أبو ظبي لاستخدام نفوذها من “أجل تدمير بلدنا”، وأضاف: “ التدخل الإماراتي في الشؤون التونسية خطير للغاية، ويمثل اعتداء واضحا ضد الدولة وشعبها”.
غربي هو قائد بارز في “الحركة الشعبية” التونسية التي يقودها الرئيس السابق منصف المرزوقي، والذي خسر أمام السبسي في انتخابات العام الماضي.
لكن بن فرحات، خلال التصريحات المثيرة للجدل، شن هجوما لاذعا على المرزوقي، متهما إياه بالعمالة لقطر.
وجاءت التعليقات المذكورة في أعقاب خطاب أدلى به المرزوقي الأسبوع الماضي، وجه خلاله الشكر إلى قطر لدعم تونس خلال ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس “المستبد” زين العابدين بن علي.
واتهم بن فرحات قطر بتدمير سوريا وليبيا، والمشاركة  في تقسيم العراق”، زاعما أن الدوحة منحت أموالا للمرزوقي للإدلاء بهذا النوع من التصريحات.
واعتبر الموقع البريطاني أن ذلك الخلاف يلقي الضوء على المخاوف التي تنتاب الكثيرون من انزلاق تونس، التي بلغ مؤشر الركود الاقتصادي لديها رقما هو الأسوأ خلال ثلاث سنوات، إلى مسرحية إقليمية أوسع نطاقا.