شهادة مدوية لعامل بمطار تونس قرطاج حول علاقته بأبو عياض والخطيب الادريسي و تفاصيل تشكيل تنظيم أنصار الشريعة



يكونون في الغالب مواطنين عاديين جانحين في قضايا عادية أو يعيشون على هامش المجتمع،يجنحون و يدخلون السّجن فيجدون أنفسهم يتقاسمون الزنزانة مع عناصر ارهابية خطيرة أو متشدّدة ،و سرعان ما يتمّ احتواؤهم داخل التنظيم،فيتكوّنون -جيّدا و على مهل-خلال مدّة سجنهم،تتم دمغجتهم و قولبة أفكارهم،و يخرجون اثر انتهاء العقوبة “منظّمين” و متشبّعين بالطرح المتشدّد-أو الارهابي ،و سرعان ما ينخرطوا في شبكة واسعة و متشعبة من العلاقات مع عناصر أخرى تمّ التنسيق لها من خلف قضبان السجن. هذه أخطر و أبسط و أقدم ديناميكيات تجنيد العناصر الارهابية، و فيما يلي شهادة أحد المتّهمين التي تعكس هذا التمثّل و تكشف تفاصيل مهمّة حول كيفيّة تشكيل أحد التنظيمات الارهابية و سبل تقسيم المهام داخلها و تواصل عناصرها فيما بينهم و أهم المخططات التي وضعوها.
أكّد المتهم ع ي لدى باحث البداية  أنه خلال سنة 1991 التحق للعمل بمطار تونس قرطاج في محطة البضائع لمدة سنة ونصف  وفي أواخر سنة 1992 سافر الى  سويسرا ثم انتقل الى فرنسا ومنها الى ايطاليا وعمل في ميدان بيع المخدرات الى حدود 1999 ،ثم اصبح يؤدي فرائضه الدينية  وكان يتردد على جامع بمدينة ميلانو  اين تعرف على كل من المدعو  سامي الصيد  ومهدي كمون  ومحمد العوادي ،شهر الطويل،  وحبيب شعر سكساكة  ،الى ان توطدت العلاقة بينهم  ،وخلال سنة 2001 تم القاء القبض عليه رفقة  كل  من سامي الصيد ومهدي كمون ورياض الجلاصي وطارق  الشرابيبي  بعد تورطهم  في ما عرف بقضية ميلانو ، بعدها تم القبض على محمد العوادي اين قضى  3 سنوات  بسجن ايطاليا .
الحبيب اللوز وصادق شورو وأبو عياض
وفي نفس الصدد واصل المتهم اعترافاته موضحا انه تم ترحيله وقضى 7 سنوات  في سجن تونس رفقة كل من  ابو عياض و محمد العوادي وعادل السعيدي  ولطفي الزين  بلقاسم اصيل جربة  والحبيب اللوز وصادق شورو ومحمد اللقمي وعلي القلعي ورضا السبتاوي .
و إبان الثورة تمتع  بالعفو التشريعي  العام ، وبعد حوالي  الشهر غادر ابو عياض السجن وقام بزيارته  بمحل سكناه  بحمام الانف  رفقة  عادل السعيدي   اين وجد  كلا من ابو عياض ورضا السبتاوي وشقيق سيف الله بن حسين ، مشيرا ان ابو عياض اقترح عليهم ان يتزوّجوا في سياق اكمال دينهم و اصلاح حالهم.
مبينا انه كان يتردد على أبو عياض بصفة دورية  ورافقه في كل مرة سامي الصيد  ونهدي كمون  كما كان يتردد عليه كل من هادل السعيدي ومحمد العوادي .
الخطيب الادريسي على الخط
وقد اكد المتهم انه بعد حوالي  الاربع اشهر  التقوا في منزل  ابو عياض  و اقترح هذا الأخير  تأسيس  انصار الشريعة،  وعقد اجتماعا في  الغرض بمدينة  سوسة  بمنزل المدعو ادم  للحديث عن التنظيم  ، وبعد حوالي ثلاثة ايام  تحول  رفقة ابو عياض  على متن سيارة  تكفل  بجلبها  عادل السعيدي وبرفقتهم محمد العوادي -شهر الطويل- الى منزل آدم  أين حضر معهم  الشيخ الخطيب الادريسي  ومجموعة من  الاشخاص من اتباعه اصيلي سيدي بوزيد وبعض العناصر  من مدينة سوسة  وقد تم التطرق الى  موضوع انشاء  تنظيم انصار الشريعة  بتونس ،فحصل خلاف بين  الخطيب الادريسي  وابو عياض حول  التسمية  وانشق ابو عياض  عن المجموعة  وبدء في  العمل الدعوي  للتنظيم واقامة الخيمات  الدعوية والقافلات الخيرية  ،وخلال شهر اوت 2011 عقد اجتماع  بمنزل ابو عياض اين بايعوه  على السمع والطاعة  وحضر كل من  الشاذلي  العدواني  وحسين الخليفي ولطفي الزين  ومحمد العوادي  وكمال القضقاضي  ومحمد الناصر الدريدي  وحمدي  الخرزي  ومحمد العكاري  وحسن الخرزي  وعز الدين عبد  اللاوي  وابو بكر الحكيم .
معسكرات تدريب  تحت اشراف احمد الرويسي لمباشرة العمل المسلح في تونس
وقد اكد المتهم ان ابو عياض  اعلمهم  يومها  عن نيته في فتح  معسكر تدريب بدرنة الليبية واكتساب  الخبرة  ثم العودة الى تونس  لمباشرة  العمل المسلح  واقامة دولة الخلافة وتطبيق الشرع  وقد كلف ابو عياض  محمد العوادي  وعادل السعيدي  بالتحول الى القطر  الليبي  ومقابلة  احمد الرويسي المكنى  بابو زكريا  لتحديد  موعد الدورات  التدريبية ، وبعد ايام عاد محمد العوادي  والتقيا بمنزل ابو عياض و تم توجيه الدفعة الاولى للتدريب والمتكونة  منه ومن كل من  الشاذلي  العدواني  وابو بكر الحكيم  وعز الدين عبد اللاوي وكمال القضقاضي  ومحمد الناصر  الدريدي  ومومد العيوني  وكان ذلك خلال سنة 2012  اين  استقلوا سيارة لواج من محطة باب عليوة  باتجاه  مدينة بن قردان ثم استقلوا  سيارة لواج من هناك باتجاه  مدينة طرابلس ثم تحولوا على متن  الطائرة  لمدينة بن غازي  ومنها الى درنة  اين كان احمد الرويسي بانتظارهم ، ثم تحولوا جميهم الى المعسكر  الذي يوجد  باطراف مدينة  درنة  اين وجدوا عادل السهيدي ومجموعة من الاشخاص  ليبيي الجنسية  .
و قد دامت الدورات  التكوينية  مدة20 يوما اين تلقوا تدريبات رياضية وتدريبات  على الاسلحة منها المسدسات والكلاشنكوف، وقد كان يشرف على المعسكر احد الليبيين المكنّى بعمر، وبعد انتهاء  الدورة عادوا لتونس اين تقابلوا بمنزل ابو عياض  وتم تقييم الدورة التدريبية، وبعد مدة التحق بالدورة التدريبية  بمعسكر درنة   المدعو حمادي   من المحمدية  واسامة  من منزل بورقيبة   وحمزة  من ديبوز فيل ، وبعد نهاية الدورة  الثانية التقوا كالعادة بمنزل ابو عياض.
تعيين عادل السعيدي حارسا لأبو عياض
واكد المتهم ان  ابو عياض   قرر تقسيم الادوار  في التنظيم ،حيث كلف محمد العوادي بمساعدته على تسيير التنظيم وكلف محمد  العكاري بالجانب الأمني  وكلف رضا السبتاوي  بالجناح الامني  وبحراسته شخصيا  ومرافقته في كافة تنقلاته   .
لطفي الزين وعادل السعيدي لجلب الاسلحة وادخالها الى تونس
وبين المتهم ان ابو عياض اعلمهم  عن جلب كميات  من الاسلحة  من القطر الليبي وتوزيعها على  عناصر تنظيم انصار الشريعة  لاقامة امارة اسلامية بتونس و قد كلف عادل السعيدي  بجلبها بعد التنسيق مع عمر الليبي  في حين كلّف لطفي الزين  باخفائها،  مبينا انه حسب علمه   تم ادخال تلك الاسلحة  في شاحنات  خاصة بنقل الموز  ثم تم اخفائها في دوار هيشر  ثم  تمّ تسليم الأسلحة  لكل من كمال القضقاضي  ولطفي الزين  وعز الدين عبد اللاوي .