في جبل سمامة :”الرقيب البطل “..نفذت ذخيرته فواصل رمي الارهابيين بالحجارة حتى أصيب



في الحروب و المعارك العسكرية عموما ، تبرز دائما بطولات فردية ، قد تكون لقيادات أحسنت التخطيط وقد تكون ايضا لجنود عاديين استبسلوا في المعركة لإيمانهم بما يقومون به.

وعادة يتم توظيف هذه البطولات في الواجهة الاعلامية و الاتصالية لهذه المعارك ، لرفع المعنويات .

يحصل هذا في الحروب النظامية وفي حرب العصابات و ايضا في الحرب ضد الارهاب.

وربما آخر مثال على ذلك ” ابو عزرائيل” في العراق الذي تحول الى ظاهرة اعلامية في الحرب ضد داعش .

في تونس ، تخوض المؤسسة العسكرية والأمنية منذ سنوات معركة حقيقية ضد الارهاب ، تم خلالها تسجيل بطولات حقيقية ابطالها جنود و امنيون عاديون ، لكن هذه البطولات لايتم التسويق لها اعلاميا رغم أهميتها ( ربما للسياسة الاعلامية للمؤسستين ) ، لكن في المقابل تحرص الجماعات الارهابية على ابراز دور المنتمين اليها وما قاموا به من خلال الاصدارات المرئية أو النصوص .

سأتحدث عن ” الرقيب البطل” كما يناديه زملاؤه ، وصفة البطل تناسب ما قام به في جبل سمامة من ولاية القصرين قبل اسابيع عندما حاصر الجيش الجماعات المتحصنة به وقتل عدد منهم.

في الندوة الصحفية التي عقدها الناطق الرسمي بلحسن الوسلاتي لم يعرج على ” الرقيب البطل” ، بل اكتفى فقط بتقديم نتائج العملية ودور اعوان الجيش كفريق متكامل.

تقول المعلومات ان المجموعة التي اقتحمت جبل سمامة ( على اساس خطة مدروسة مسبقا) انتبهت الى احد الارهابيين بصدد جلب الماء وقررت ان تتركه ليكشف مكان اختباء المجموعة و هو ما حصل ، وعند اقترابه من مدخل المغارة تمت اصابته مباشرة.

عندها تفطن الارهابيون انه تمت مهاجمتهم فانقسموا الى مجموعتين ، الاولى بقيت مشتبكة مع الجيش و الثانية انسحبت لتتموقع في مكان آخر كان اعلى من مكان تمركز اعوان الجيش ، مما دفع فرقة الجيش لتنقسم ايضا الى مجموعتين الاولى بقيت مشتبكة مع الارهابيين للتغطية على انسحاب المجموعة الثانية التي اختارت موقعا آخر .

” الرقيب البطل” كان ضمن المجموعة التي بقيت للتغطية واضعا نصب عينيه الأمر العسكري الذي وصله من قادته : ” الانسحاب ممنوع “.

التزم ” الرقيب البطل” بالتعليمات وواصل اطلاق النار في اتجاه الارهابيين للتغطية على زملائه الى ان نفذت ذخيرته …فبدأ الرقيب يرمي الارهابيين بالحجارة بشكل مسترسل دون ان يتوقف ..إقدامه على رمي الحجارة نبّه الارهابيين لنفاذ ذخيرته ليقدموا بذلك على رمي قنبلة في اتجاههه ..و كانت الإصابة القاتلة.

نورالدين المباركي/اخر خبر اون لاين