زيارة ساركوزي… فشل جديد للدبلوماسية

زيارة ساركوزي… فشل جديد للدبلوماسية


انتهت زيارة نيكولا ساركوزي بما يشبه الفشل المؤكد بما أن التصريحات الاستفزازية التي أطلقها في تونس اتجاه الشقيقة الجزائر لم تمر في الخفاء واقتضى الأمر أن تتحرّك وزارة الخارجية على لسان كاتب الدولة، التوهامي العبدولي، لتعبر عن “امتعاض” ضمني من تصريحا ساركوزي، قبل أن تتدخل عضو مجلس نواب الشعب، بشرى بلحاج حميدة، لتنفي صلة حركة نداء تونس باستضافة الرئيس الفرنسي السابق.



وما هو مؤكد في هذا الصدد أن عملية استقبال ساركوزي تمثل فشلا جديدا للدبلوماسية التونسية وذلك لعديد الاعتبارات التي من أهمها توقيت الزيارة والذي لم يكن مدروسا لأن الظرف الحالي يتسم بتوتر واضح في المنطقة والعديد من الأطراف السياسية التونسية والاقليمية تعتبر أن نيكولا ساركوزي هو سبب من أسباب هذا الاضطراب وأداة من أدوات إدامته ومزيد انتشاره.
ويضاف إلى ذلك أن الزيارة قد تحوّلت من مجرّد زيارة شخصية بدعوة من السيّد محسن مرزوق، حسب بعض المصادر، إلى زيارة رسمية تجنّدت لها كل امكانيات الدولة لإنجاحها وللاحتفاء بالضيف الذي لم يراع واجبات الضيافة وأحرج مضيفيه وأدخلهم في منطقة اضطراب وتوتّر في العلاقة مع الشقيقة الجزائر.
وما هو أخطر من ذلك بالنسبة للتجربة الديمقراطية الناشئة في تونس هو أن زيارة ساركوزي قد أظهرت أمرين خطيرين على هذه التجربة وهما:
ـ سوء التصرف في موارد الدولة من خلال توظيفها لفائدة نشاط حزب سياسي معيّن.
ـ التداخل بين الحزب الذي يتولى مسؤولية الحكم ومؤسسات الدولة وهو ما جعل الأمين العام لحركة نداء تونس يحتلّ صدارة المشهد ويترك خلفه أعضاء الحكومة.
وماهو أخطر من ذلك أن زيارة ساركوزي لتونس أبانت عن مسؤولين عاجزين عن تحمّل المسؤولية وهو ما يجعلهم يرتبكون ويحاولون التنصّل من تبعات دعوتهم للرجل دون قدرة على ذلك.