حملة تضامنية مع الجزائر…


على خلفية مقتل مجموعة من الجنود الجزائريين على يد ما يُعرف بــ”تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، وبث هذا التنظيم المتطرّف لصور قال إنها تعود للجنود، عمّت فيسبوك حملة تضامنية واسعة لشباب جزائريين تحت عنوان “أنا جندي جزائري شهيد يوم العيد”، استنكارًا منهم لهذا العمل الإجرامي، وتأكيدًا على رفض الشارع الجزائري لعمليات هذا التنظيم.

مصادفة الهجوم على الجنود الجزائريين لأيام العيد، ومرور الجزائر مؤخرًا من ظرف صعب إثر مواجهات مذهبية في ولاية غرداية أسفرت عن وفاة 23 شخصًا على الأقل، عززا من شعور التضامن بين الجزائريين على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فكانت عبارات من قبيل “يموتون هم لنعيش نحن” هي السائدة في هذه الحملة التي شهدت نشر صور الضحايا وتعميمها في الكثير من صفحات فيسبوك ذات الامتداد الكبير.

كما أن بشاعة الصور التي نشرتها صفحات ومواقع تابعة لتنظيم القاعدة تحت عناوين: “هذه صور قتلى الجيش الجزائري”، عزّزت من شعور الحنق لدى المواطنين الجزائريين، وأدت إلى متابعة شعبية كبيرة للحادث، لم تتوقف عند حدود المواقع الاجتماعية، بل وصلت إلى العالم الواقعي، بعدما شاركت المئات في المواكب الجنائزية التي خصصت للقتلى.

وكانت وزارة الدفاع الجزائرية قد أعلنت أمس الأحد عن مقتل تسعة جنود وإصابة اثنين آخرين، بعد تعرَّضهم لإطلاق نار من طرف مجموعة إرهابية مساء أوّل أيام العيد في الجزائر، بولاية عين الدفلى، بينما تحدث تنظيم القاعدة في بيان له عن أن حصيلة القتلى وصلت إلى 14 جنديًا، مشيرًا إلى أن مقاتلي التنظيم استطاعوا الحصول على أسلحة وذخائر، وأن الهجوم لم يخلّف أيّ قتلى أو جرحى بين صفوف المجموعة التي قادت الهجوم.

وعلقت جريدة “الخبر” الجزائرية على حملات التضامن بالقول: “تمكنت وسائل الاتصال الحديثة من إظهار وجهة النظر الحقيقية للمجتمع الجزائري بجميع أطيافه وفئاته الرافضة لكل أنواع التطرف والإجرام الفكري فضلا عن الأعمال الإرهابية، والوقوف يدا واحدة ضد العنف بجميع أشكاله، من منطلق أن هذا النوع من الأعمال لا يمت للإسلام بأي صلة”.

وقد قام عشرات المواطنين الجزائريين بتغيير صور بروفايلاتهم في يوم العيد من الصور الشخصية أو المهنئة بهذه المناسبة الدينية البهيجة إلى صور شعار الحملة أو صور الجيش الجزائري، كما عمل العشرات على تبادل عبارة “نحن جند في سبيل الحق وإلى استقلالنا بالحرب قمنا”، وهي العبارة التي يتضمنها النشيد الوطني الجزائري.



هذا وقد نشرت جريدة الشروق الجزائرية، استنادًا إلى مصادرها الخاصة، أن الجيش الجزائري يقود حملة تمشيطية واسعة بحثًا عن مقاتلي ومخابئ التنظيم في ولاية عين الدفلى، وأنه استطاع إلى الآن القضاء على أكثر من 13 عضوًا في تنظيم القاعدة منذ وقوع الهجوم الأخير، كما قالت قوات الجيش الجزائري إنها استطاعت القضاء على 102 إرهابي خلال النصف الأول من هذا العام.