الحوار الجزائرية : “هل باع السبسي تونس للمارينز ؟ “




 أكدت مصادر جد مطلعة لـ”الحوار” أمس على دخول أزيد من 129 أمريكي بين خبراء، تقنيين، وقوات المشاة البحرية “المارينز”، إلى التراب التونسي، مرفوقين بتجهيزات القواعد العسكرية للطائرات دون طيار بالإضافة إلى معدات أخرى، يشتبه في كونها موجهة إلى تجسيد قاعدة عسكرية أمريكية في تونس.

وكان الرئيس التونسي الباجي قايد سبسي مرفوقا بوفد من الحكومة التونسية وعلى رأسه المستشار السياسي محسن مرزوق، قد التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في العشرين من شهر ماي المنصرم، بمقر الإقامة الأمريكية بواشنطن، ووقع معه مذكرة تفاهم لتعاون طويل الأمد بين تونس والولايات المتحدة، حيث حملت هذه الأخيرة تأكيدا للتعاون وتأطيرا للشراكة بين البلدين، برز منها إلى جانب المجالات الاقتصادية والتربوية والثقافية، المجالين الأمني والدفاعي.
كما ضمت المذكرة تأكيدا على التزام الجانبين التونسي والأمريكي بضمان أمن البلدين، ومنه التزام أمريكا بدعم القدرات الأمنية والدفاعية لتونس وتعزيز التعاون معها في مجال مكافحة الإرهاب من خلال برامج تمويل اقتناء التجهيزات العسكرية وبرامج التكوين العسكري والأمني، حيث أعرب وقتها كيري عن سعادته بلقاء الرئيس الباجي قائد السبسي، والتوقيع على مذكرة التفاهم بينهما التي اعتبرها رسالة قوية لـ”دعم الديمقراطية الناشئة في تونس”، مشددا على وقوف الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب تونس في انتقالها الديمقراطي ومساندتها أمنيا وعسكريا في حربها ضد الارهاب.
وهو ما يؤكد جليا ما جاءت به مصادر متطابقة منذ مدة عن اعتزام إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في منطقة شمال إفريقيا، وبالتحديد في تونس، بحجة محاربة الإرهاب في دول الساحل وليبيا بوجه الخصوص، الأمر الذي سارعت إلى تفنيده قبل أيام وزارة الخارجية التونسية عبر مسئولها الأول الطيب البكوش، الذي نفى وجود مقترح أمريكي بإقامة قاعدة عسكرية في بلاده، ولا وجود للمشروع أصلا، قائلا إن هذا الحديث يتم تسريبه من بعض الأطراف التي تعمل على إثارة البلبلة لا غير، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر أمريكية منذ مدة على إجراء واشنطن لمباحثات مع إحدى دول شمال إفريقيا من أجل إنشاء قاعدة عسكرية لطائرات دون طيار لمراقبة تنظيم “داعش” في ليبيا، حيث قال مسئول أمريكي رفض ذكر اسمه في حديث للجريدة الأمريكية “وول ستريت جورنال”، بأن إنشاء مثل هكذا قاعدة قرب معاقل التنظيم في ليبيا ستساعد على سد النقص في قدرتهم على فهم ما يجري في تلك المنطقة.
ويذكر أن لعمامرة حسب مصادر موثوقة لـ”الحوار”، منذ أيام قليلة، أبلغ رسالة شديدة اللهجة للقيادة التونسية بخصوص رغبة أمريكا في إقامة قاعدة عسكرية في شمال إفريقيا وبالضبط في تونس، قائلا إنه يتعين على تونس أن تختار بين القاعدة العسكرية الأمريكية أو العلاقات مع الجزائر، خاصة أن الجزائر بقيت عقودا من الزمن تكافح الإرهاب وتقاوم الضغوط الأجنبية لإقامة قواعد عسكرية على أراضيها أو على حدودها، في حين أكدت تونس على حفاظها على العلاقة الطيبة مع الجزائر وحسن الجوار وعلى عدم اعتزامها لاحتضان قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها.
“الحوار الجزائرية “