بن قردان:الجدار العازل بين الرفض والتأييد




منذ أن أعلنت الحكومة التونسية عن تنفيذ مشروع الخندق العازل بين تونس وليبيا على إمتداد اكثر من 190 كلم بالمنطقة العازلة بالجنوب التونسي لحماية حرمة الأراضي التونسية من تدفق الإرهاب والحد من ظاهرة التهريب  لتتشكل آنذاك مواقف رافضة لهذا المشروع وأخرى داعمة له. 
تبين هذا من خلال إصدار الإتحادات الثلاثة وفي لجنة أطلق عليها إسم اللجنة الثلاثية أسوة باللجنة الرابعية والتي أوكلت لها مهمة متابعة سير تنفيذ المشاريع وتأطير الإحتجاجات التي تشهدها المنطقة والمطالبة بالتنمية والتشغيل وأصبحت اللجنة تصدر البيانات وتطالب الحكومة بضرورة التحاور والإستماع لمقترحات المجتمع المدني حول تداعيات وسلبيات هذا المشروع الذي من شأنه أن يحد من النشاط الفلاحي باعتبار أن المنطقة المزمع تنفيذ المشروع فيها ستؤثر سلبا على المراعي وهو ما اكده السيد زغدود رئيس إتحاد الفلاحة والصيد البحري ببنقردان الذي قدم معطيات عليمة وبالأرقام أن اكثر من 80 ألفا من رؤوس الاغنام والإبل ستتأثر بهذا الخندق ويمكن أن يصل التأثر إلى المعادلة في أسعار اللحوم الحمراء بالأسواق ودعا خلال عقد جلسة عمل بمقر بلدية بنقردان حول موضوع إنجاز الخندق جميع الأطراف المتداخلة بضرورة التوقف نهائيا عن هذا الإنجاز غير المدروس والباهظ التكلفة. 
ومن جهة اخرى تطرق السيد محسن لشيهب رئيس الإتحاد المحلي للشغل ببنقردان خلال نفس المناسبة إلى أن هذا الخندق يأتي في إطار سياسة التطويق الذي تشهده المنطقة إقتصاديا وإجتماعيا وحذر من تداعيات عدم تشريك اللجنة الثلاثية ببنقردان في أخد القرارت الهامة وهذه اللجنة يشهد لها في الإحاطة وتاطير الإحتجاجات التي شهدتها بنقردان منذ مدة والتي تدعو صراحة بضرورة تفعيل منوال تنمية عادل وتطالب بالتشغيل وتوفير مورد رزق قار ... 
وبالرغم من تجميد نشاطه وإمتثاله لقرار اللجنة المركزية لإتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية حضر السيد لزهر ديبر رئيس امنظمة الاعراف ببنقردان وأعلن أنه تم تجميد نشاطه بعد طلب من رئيس الإتحاد الجهوي بمدنين على خلفية مشاركة ديبر في اللجنة الثلاثية وإمضائه في بيان يندد بسياسة التضييق المتعمد على بنقردان والذي طالبت خلاله اللجنة الثلاثية بضرورة فتح قنوات التحاور مع الهياكل المحلية والمجتمع المدني والحد من ظاهرة الإحتقان التي من شأنها تأجيج الوضع الإجتماعي وتخلى ديبر عن رئاسة الإتحاد لنائبة الاول السيد عمار مفتاح الذي أكد على أن مشاركة الإتحاد ضمن اللجنة الثلاثية يدخل في مجال نشاطها للمساهمة في أخذ القرارات ومتابعة سير تنفيذ المشاريع التنموية بالجهة. 
وبالعودة للعرض الذي قدم لوزير الدفاع الوطني لدى زيارته لنقطة إنطلاق هذا المشروع بالمعبر الحدودي برأس الجدير والذي يعتبر أكبر معبر بري من حيث المبادلات التجارية المقننة في إفريقيا بأن هذا الخندق سيكون على إمتداد أكثر من 190 كلم انطلاقا من معبر راس الجدير ليصل لمشارف منطقة برج الخضراء وسيكون في شكل خندق بعرض 3 أمتار وبترك بعض الممرات المراقبة الخاصة بالمراعي وفق ما اكده السيد وزير الفلاحة الذي رافق وزير الدفاع الوطني خلال نفس الزيارة معتبرا ان الأراضي المخصصة للمرعى ستتواصل ولن تتأثر بمشروع الخندق وانه سيتم دراسة بعض المشاريع الخاصة بتعزيز هذا النشاط من خلال حفر أبار لسقي الإبل وتركيز أماكن للإستراحة. 
وعن تدخل وزارة التجهيز في تنفيذ هذا المشروع بين وزير التجهيز الذي كان ضمن الفريق الحكومي المعاين لإنطلاق تنفيذ المشروع بين بدوره أن وزارة الدفاع سيكون لها القسم الأوفر في هذا المشروع وسيعزز عملها بشركات خاصة للتسريع في إنهاء الأشغال. 
و بين وفد حكومي رفيع المستوى أهمية إنجاز الخندق العازل ومدى اهميته لحماية الشريط الحدودي من كل المخاوف سواء كانت إرهابا أو تهريبا نجد من أهالي بنقردان من يساند فكرة إنجازه لكن شرط إرتباط ذلك بمدى مصداقية الحكومة في التعاطي مع المجال التنموي وتوفير مواطن شغل يمكنها ان تكون البديل للتجارة الحدودية ودعا اغلب أهالي بنقردان الحكومة للتراجع عن تنفيذ هذا المشروع وأن لا تجزأ معتمدية بنقردان ومناطق الجنوب الشرقي بمواقفهم البطولية وتواجدهم في الصفوف الامامية لحماية الشريط الحدودي وحتى قبل تمركز الجيش الوطني إبان الثورة الليبية وطالبوا الحكومة بالإيفاء لتعهداتها حيال الشباب العاطل والذي يرمي بنفسه لمخاطر التجارة الحدودية البسيطة ... وفيما تتجه الانظار لنتائج البيانات الصادرة عن مختلف الهياكل المحلية ومواقف الاحزاب والمنظمات والمجتمع المدني ونواب الجهة بمجلس الشعب تصل لمسار الخندق الشركات المساهمة في الإنجاز وسط حماية امنية ... 


نبيل الحداد