محمد عساف في مهرجان قرطاج الدولي: مسيرة غير حافلة لكنها تعلن انطلاقة فنية جديدة




في سهرة حماسية  على ركح مسرح قرطاج رفع الفتى الفلسطيني محمد عساف الرهان باقتدار فالمفاجأة كانت إقبالا جماهيريا ملحوظا على العرض لشاب لم يبدأ بعد مسيرة فنية حافلة  لكنه برهن عن قدرات كبيرة في الآداء.
محمد عساف  لم يبخس جمهوره و أعطاه حق قدره طيلة ساعتين ونصف بباقة غنائية منوعة جمعت بين الاغنية الطربية والايقاعية و كذلك الشرقية والتونسية و بين الجولة الفنية و الاخرى أغنية فلسطينية طورا من التراث و طورا بنفس معاصر.
و على ما يبدو فان محمد عساف تفاجأ من جمهور حفظ أغانيه القليلة عن ظهر قلب فظل كامل السهرة يوزع عبارات الإطراء على الجمهور وعلى تونس و أطلق على شعب تونس “أهل الفرح”.
رفعت بالمناسبة الكوفية الفلسطينينة خاصة وأن من أشهر أغاني محمد عساف ” علّي الكوفية”  التي أداها معه الجمهور كاملة ورقص على الدبكة الفلسطينية وعلى وقع الأغاني الإيقاعية ولم تنقطع  الجماهير التي تتكون بالخصوص من الشباب عن الهتاف باسم محمد عساف وتشجيعه مما أدخل كثيرا من البهجة على النجم الفلسطيني الصاعد الذي كان يبتسم كثيرا ويحيّي  الجماهير متنقلا على الركح محاولا أن يتفاعل مع أكثر عدد ممكن من الحضور.
محمد عساف كان مرفوقا بعازفين ممتازين من بينهم عناصر من الفرقة الوطنية التونسية و أدى لكبار الفنانين العرب كمحمد عبده و عبد الحليم حافظ اجمل المقاطع ما ابرز قدرات فنية واعدة له.
ورغم أنه وكما سبق وذكرنا في أول الطريق فإن محمد عساف أبدى تمرسا كبيرا على المسرح وكان واثقا من نفسه رغم ما بدر منه من تواضع ومن تأثر بالحضور الجماهيري والهتاف باسمه كامل السهرة.
جدير بالذكر أن محمد عساف الفلسطيني الذي كان قد ولد في ليبيا وعاش بها فترة من طفولته قبل أن ينتقل للعيش في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين مع أسرته انطلقت قصته مع الغناء مبكّرا ذلك أن أغنيته “علّى الكوفية ” مثلا لما أداها لم يتجاوز  عمره  حينها 16 سنة من العمر وحققت بسرعة نجاحا هائلا.
ومثّل فوز محمد عساف  بلقب برنامج آراب أيدول في موسم 2013 حدثا كبيرا لدى الفلسطينيون الذين خرجوا للشوارع للتعبير عن فرحهم بفوزه، كما فتح أبواب الشهرة أمام الفتى الفلسطيني الذي مثل العرب في احتفالات كأس العالم لكرة القدم سنة 2014  بالبرازيل ،اضافة  لمشاركته في تظاهرات فنية عربية ودولية عديدة وقد أثبت في مهرجان قرطاج الدولي الذي شكر بالمناسبة إدارته على الفرصة الهامة أن أمام هذا الفتى  مستقبلا فنيا كبيرا.
لكن يبقى عليه العمل جديا لانتاج خاص حان الوقت لان يجهز.