أسرار جريمة الماتلين : «المال والبنون» وراء مقتل بسمة حرقا



في متابعة لحادثة طعن احد الأزواج لزوجته وسكب النيران على جسدها بمنطقة الماتلين من معتمدية رأس الجبل فجر الخميس «الشروق» انتقلت في متابعة حصرية عبر مندوبيها بالمكتب الجهوي لدار الأنوار ببنزرت لاستطلاع أسرار الجريمة وكشف خيوطها.
مكتب بنزرت (الشروق)
منطقة الماتلين استقبلنا أهاليها بطيبة ونبل وأخلاق مدينتهم الساحلية الرائعة والهادئة اهتزت وكل الولاية وباقي المناطق المجاورة على وقع جريمة فظيعة حيث انهال زوج بالطعنات على زوجته قبل ان يضرم النار في جسدها.. أقارب الهالكة ساعات قبل عملية الدفن تحدثوا رغم المصاب لـ«الشروق» في لقاء حصري. 
الهالكة المدعوة «رمضانة» هي رابع اخت من ضمن سبعة ابناء وتبلغ من العمر 38 عاما تزوجت مند اكثر من أربعة عشر عاما كما حدثنا افراد من عائلتها بلوعة.. شهود عيان من الأقارب والجيران بمنطقة عين الشهرلي جلسوا إلينا وتحدثوا بتأثر. الشابة «رانية رمضانة ابنة اخيها» وجارتها أوضحت: الحادثة جدت تقريبا قرابة الساعة الثانية والنصف من فجر الخميس. المشهد كان مرعبا ولن انساه وفي قمة البشاعة. لم اصدق المشهد واكتفيت بالبكاء.. تفاصيل ما عشته كما يلي بعد خلود الجميع الى النوم كانت هناك حركية اقرب الى حركية خدش القطط على باب منزلنا الخارجي.. لكن بقوة وبطريقة غريبة مما أجبرني على استراق النظر من نافدة المطبخ.. المشهد لم اصدقه هناك نيران كثيفة تنبعث من جسم عمتي.. من شعرها.. لم اصدق ما جرى.. هممت بالصياح وأيقظت كل العائلة. .. امي وكل العائلة سارعوا الى فتح الباب حيث كان الجاني يلوح بسكينه ويشهرها في وجه الجميع وهو محكم القبض على عمتي. كان في حالة نفسية غير طبيعية بالمرة وعلى غير عادته. المسكينة تحاملت على نفسها. من اجل انقاذ حياتها وطلبت النجدة لكنه لاحقها مصرا على ازهاق روحها . 
الخلافات من بعد الزواج 
محدثتنا اضافت في ذات اللقاء انه كان يعنفها قرب إقامتهما برأس الجبل حيث تسوغا منزلا هناك مند زواجهما.. لكن طباع الزوج تغيرت بصفة ملحوظة وكان يضربها بعد ان أصبح عاطلا وكان زميلا لها كعامل في احد المصانع بالجهة وبسبب المال والإنجاب الذي طال ترقبه وامام تدهور ظروفهما الاجتماعية خيرت تغيير مقر الاقامة بمنزل والديها لتصبح جارتنا.. لقد عانت الامرين منه رحمها الله». 
محدثتنا وأمها أتمتا كشهود عيان راوية ما جرى حيث لاحظت السيدة عروسية رمضانة قائلة « لم اصدق ما جرى بعيني.. كان شعرها قد تفحم حاولت اطفاءها بما كان بيدي... وجسمها يقطر دما والجاني فوقها سدد لها طعنتين امام الملا على مستوى البطن.. يوم 24 اوت يمر 14 عاما على زواجها.. هي رابع ببنت من ضمن سبعة ابناء. واستغربن ما جرى حيث أنه ليلة الواقعة تبادلنا الزيارة كالعادة قبل ان يقرر الجاني الزوج ان يعود الى المنزل للاستحمام فيما واصلت هي السهر معنا الى حدود الساعة الحادية عشرة تقريبا.. طعنها على سرير الزوجية.. المنزل و«الجراية» غرقا بالدماء.. حاول إزهاق روحها ولم يرحمها وهي تحاول الفرارمنه تحت حرارة الروح «. . 
الاعدام للجاني
اشقاؤها وشقيقاتها: نجوى واحلام وسهام وحمدة والمنجي ومحمد الحبيب لم يصدقوا ما حصل مطالبين بالاعدام للجاني وارجاع حق أختهم والقصاص لها.. هكذا ودعناهم لحظات قبل دفن المرحومة بسمة رمضانة بمقبرة الماتلين حيث عبر الجيران الذين حضروا العزاء عن استغرابهم لما حصل ولفظاعة الجريمة التي هزت الجهة ككل. وللاشارة فان الحادثة محل متابعة وبحث من قبل فرقة الشرطة العدلية براس الجبل بعد توجيه جريمة القتل العمد للزوج الذي حاول الانتحار بعد تنفيذ هده الجريمة الفظيعة كما وصف شهود عيان. 


في المواكبة ايمان عبد الستار ومحمد الهادي البكوري