بعد الطلبة... الارهاب يستقطب التلاميذ:أطفال... في شراك «الدواعش»؟



كثر الحديث عن انخراط عدد من التلاميذ والطلبة في الارهاب وبينت عديد الدراسات أن الفئات الشبابية هي الاكثر استعدادا للتطرف واكثر تاثرا بدعاة الفتنة . اذ يكون استقطاب هؤلاء من قبل الجماعات المتطرفة بدءا بالمدارس وصولا الى المعاهد ثم الكليات مستغلين مواقع التواصل الاجتماعي لتسميم العقول.

تونس ـ الشروق
فما الذي يدفع بهذه الفئة إلى الانخراط في الارهاب ؟
كشفت عديد التحقيقات والتحريات القضائية في الملفات التي شملت فئة التلاميذ والطلبة ان المظنون فيهم خامرتهم فكرة التحول الى القطر الليبي اوالسوري خلال ترددهم على المساجد واثر تواصلهم مع اطراف موجودين بسوريا وذلك عبر شبكة التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» وتم إقناعهم بضرورة الالتحاق بهم لنصرة الشعب السوري وقد عقدوا العزم على ذلك
كما كشفت التحقيقات عن وجود شبكات تختص في تسفير هذه الفئة مقابل مبالغ مالية هامة ومتفاوتة وهناك طرف يلقب بالأمير يساعد على استقطاب الاطفال ودمغجتهم. وبينت التحقيقات القضائية ايضا الدور الذي يلعبه هؤلاء بعد الانقطاع عن الدراسة اواثره في تقديم الدعم اللوجستي للعناصر الارهابيين فهم بمثابة عناصر التمويه ولا يثيرون الشك عادة .
وجاء بعديد الاعترافات للمظنون فيهم انهم يناصرون الجماعات الدينية التكفيرية التي تحتكم الى العنف والقتل في ادارتها للخلافات الحاصلة بينها وبين اي جهة اخرى وهم على اطلاع بالخطب الداعية للجهاد ونصرة الاسلام وعبر اغلبيتهم عن استعدادهم التام لتلقي التدريبات العسكرية على كيفية استعمال جميع الاسلحة الفردية والحربية وتفكيكها وتركيبها. 
قدرة عالية 
اوضح الخبير صلاح الدين الجورشي لـ«الشروق» ان جزءا هاما من الشباب اصبح مستعدا للقتال وهذا التحول في سلوكهم كان نتيجة عدة عوامل اجتماعية وفكرية وثقافية واقتصادية وكذلك سياسية اضافة الى فشل رجال الدين والسياسة في خلق خطاب مؤثر وفي المقابل نجحت العناصر المتطرفة والتنظيمات الإرهابية في عملية التاثير وذلك لقدرتها العالية على الاستقطاب وبالتالي النجاح في تنفيذ مخططاتها وتجسيدها على ارض الواقع.
هشاشة نفسية
من جهته يرى المختص في علم النفس الدكتور عماد الرقيق ان الهشاشة النفسية للتلميذ اوالطالب والثقافة الدينية المحدودة سهلا عملية استقطابه في الارهاب.
واضاف في تصريح لـ«الشروق» ان من الاسباب التي تدفع بهذه الفئة (تلميذ او طالب) الى ان يتحول الى ارهابي هوشعوره انه غير محبوب وغير مرغوب فيه من قبل مجتمعه وعائلته وهذا يولد له الشعور بالعدائية ففي اول مرحلة يكره نفسه نتيجة عدم الرضاء وعدم الاعتزاز بالذات ثم في مرحلة ثانية يكره الحياة وهنا يجد نفسه امام خيارين اما وضع حد لحياته اوالانخراط في الارهاب والانتقام من الاخرين من خلال قتلهم.
وذكر الدكتور الرقيق انه على العائلة ان تسهر على مراقبة علاقات ابنها وتكون على اطلاع بالميولات الفكرية للاشخاص الذين يجالسهم لتتجنب أي محاولات للتاثير عليهم سلبيا الى جانب مراقبة فضائهم الافتراضي ومعرفة المواضيع التي يقع التطرق لها خاصة ان هؤلاء يلجؤون إلى لمواقع الاجتماعية كملاذ للهروب من واقعهم مؤكدا ان الاسرة هي الحاضن الاول لابنائها وهي تتحمل المسؤولية بدرجة اولى فلا يكفي الاحاطة بهم ماديا وانما نفسيا وعقائديا.
واشار الرقيق الى ان الطفل كلما فقد التوازن النفسي داخل عائلته وعاش الانفصام في شخصيته كلما سهل استدراجه وتوظيفه اذا بات من الضروري فتح باب الحوار مع هذه الفئة الحساسة في المجتمع وعلى ضرورة الاصغاء الى التلاميذ وايلائهم العناية اللازمة وعلى ان يتخلص هؤلاء من الشعور بالكره تجاه الذات وتجاه الاخر وعلى العائلة ان تتحاور مع ابنائها وتشعرهم بالثقة في النفس وتبتعد عن الأجواء الجافة والعلاقات العمودية المبنية على الخوف مع ضرورة تسليط الرقابة على الانترنات وتنظيم المساجد في سبيل دعم مجهودات الدولة في محاربة افة الارهاب التي بدات تنخر ادق فئة في المجتمع وعماد المستقبل وهي فئة التلاميذ والطلبة.

عينة من التلاميذ والطلبة الذين شملتهم الابحاث في ملفات ارهابية

ـ فاطمة الزواغي طالبة الطب المكلفة بالجناح الإعلامي لأنصار الشريعة المحظور اعترفت بإنشائها صفحات فايسبوكيية كانت تتواصل من خلالها مع المتشددين دينيا وتواصلت عن طريقها مع لقمان أبوصخر وأبوعياض 
ـ طفل من مواليد 1998 من جهة السلوم بوفيشة وانقطع عن الدراسة واعترف انه قام بإنزال بعض الصور الفوتوغرافية على شبكة التواصل الاجتماعي تحث على التحريض على ارتكاب جرائم القتل وكانت له الرغبة في الالتحاق بالعناصر المتطرفة
ـ طفل من مواليد 1990 انقطع عن الدراسة تاثر ببعض الأئمة والمشايخ في جامع براكة الساحل وأصبح يتبنى المنهج السلفي وجبهة أنصار الشريعة والجمعيات السلفية
ـ طالب يكنى بـ«ابو انس» تاثر بتنظيم «داعش» وقضي في حقه بسنة سجنا تمكن من دخول ليبيا خلسة وكان ينوي الالتحاق بالجماعات المقاتلة في سوريا
ـ طالب من مواليد 1989 متحصل على الاستاذية في الفيزياء والكيمياء وكان يؤم المصلين باحد الجوامع بالكاف
ـ طفل من حي الزهور بالقصرين متهم بتوفير الدعم اللوجستي لمجموعة الشعانبي وهوبحالة ايقاف