والد طفل يعترف .. “نعم قتلت ابني ذبحا ورميته في الغابة”

والد طفل يعترف .. “نعم قتلت ابني ذبحا ورميته في الغابة”


أسرّت مصادر مقربة من محيط التحريات التي تقوم بها مصالح الشرطة القضائية بأمن دائرة العلمة الجزائرية، أن عناصر الفرقة الجنائية التي تم تشكيلها منذ العثور على جثة البريئة «أنس عبد الرحيم قرين» بغابة جرمان التابعة إلى مدينة العلمة في سطيف، وهي متعفنة وممزقة، تمكنوا من تحديد هوية منفذ الجريمة النكرة وكانت المفاجأة كبيرة جدا عندما تبين أن القاتل لم يكن سوى أب الطفل القتيل «ف.قرين» المولود بتاريخ 1982، وهي النتيجة جاءت بعد الحصول على اعتراف الأب أثناء نقل أقواله طيلة نهار أمس، ليتم على الفور التنقل إلى موقع العثور على الجثة ليشرح الوالد القاتل تفاصيل تنفيذه للجريمة، حيث قال إنه ذبح ابنه بدم بارد باستعمال سكين كشف عن مكان إخفائه.
واستنادا إلى معطيات متوفرة، فإن اعتراف القاتل جاء بعد جمع معلومات بالكاد أجزمت أنه منفذ الجريمة منها تصريحات جيرانه وأصدقائه الذين أكدوا تغيير سلوكاته واختفائه عن الأنظار لما يزيد عن 15 يوما، وهي التفاصيل التي قدمها جد الطفل المقتول الذي أكد أن ابنه لم يخرج من المنزل العائلي لمدة أسبوع كامل وكانت علامة حزن شديد بادية عليه، فضلا عن بكائه المستمر ورفض الحديث إلى أي كان، ومن المرتقب أن يتم اليوم الإثنين تقديم المعني أمام العدالة للشروع في التحقيق القضائي.
وكانت «النهار» قد اتصلت في وقت مبكر من يوم أمس، قبل ظهور نتائج التحقيقات، بوالدة الطفل المقتول السيدة «هـ.ك»، وتحدثت معها بشأن القضية، حيث قالت الوالدة المفجوعة بذبح ابنها، بكلمات متثاقلة إنها تقطن بمنطقة التلة جنوب ولاية سطيف وإن فلذة كبدها اختفى منذ السبت ما قبل الماضي، مضيفة أن الجثة التي تم العثور عليها من طرف رعاة ممكن جدا أن تعود لابنها وأن حدسها وشعورها يخبرانها بأن ابنها مات والجثة تعود له.
بعدها تحدثت «النهار» إلى شقيق السيدة الذي أكد لنا في اتصال هاتفي أن زوج أخته أتى يوم السبت وأحذ ابنه ليراه مثلما يسمح له القانون بصفته طليق زوجته لكنه لم يرجعه، فاتصل بطليق أخته فلم يرد على اتصالاته مرارا و تكرار، وهذا ما جعله يتصل برجال الدرك الوطني بالتلة ليودع شكوى رسمية وأخبر أن رجال الدرك اتصلوا بوالد الطفل لكنه لم يرد، بعدها قام خال الطفل المفقود «أنس عبد الرحيم قرين» من مواليد 12 مارس 2013 بالاتصال بالشرطة وتوجه إلى مقر الأمن المركزي للأمن بالعلمة يوم الثلاثاء الماضي بعدما تقدم إلى وكيل الجمهورية يوم الإثنين الماضي لإيداع شكوى ضد والد الطفل.
ويضيف الخال أن والد الطفل صرح بأنه سلم ابنه لخاله وبعدها أكد أنه سلمه لابنة خاله وبعدها زوجة خاله، وهو ما نفاه خال الضحية جملة وتفصيلا، مؤكدا أنه لم يسلمه الطفل وأن لديه شهودا على كلامه وكيف له بأن يودع شكوى حول اختفاء ابن أخته وهو غير مختفي ومتواجد بينهم، مضيفا أنه توجد بعض الخلافات بين أخته وزوجها الذي كان يضربها في عدة مرات وهي حاليا في بيت أهلها وأنهم رفضوا في عديد المرات عودة أختهم إلى بيت الزوجية بمنطقة بوخبلة في العلمة.
وفي سياق آخر أكدت مصادر طبية لـ «النهار» أن الجثة مازالت في مستشفى «صروب الخثير» بالعلمة ولم يتم نقلها بعد إلى المستشفى الجامعي «سعادنة عبد النور» بسطيف من أجل إجراء التشريح الطبي، فيما أكدت مصادر أخرى أن تحاليل الحمض النووي لم يكشف عنها بعد، وفي انتظار صدور نتائج الحمض النووي ADN الذي يتم إماطة اللثام عن الجثة وتحديد هويتها إن كانت فعلا للطفل «أنس عبد الرحيم».
وقد طالبت والدة الطفل المختفي بأنه في حال ثبوت أن الجثة التي وجدت تعود لابنها فإنها تطالب المعنيين بتطبيق القصاص في حق هؤلاء المجرمين الذين نكلوا بجثة ابنها الوحيد وفلذة كبدها البريء والصفحة البيضاء كما وصفته، وأنها لن تسامح كل من شارك في جريمة القتل البشعة التي اهتز لها كل سكان مدينة العلمة ومنطقة التلة جنوب الولاية.
نقلا عن “النهار الجزائرية”