خطير: قرية كاملة بالقصرين مهددة من الارهابيين… معسكر تدريب و30 إرهابيا




ذكرت الشروق ان ال“عشرات العائلات التونسية من قرية «مزرق الشمس» تعيش تحت تهديد كتيبة عقبة ابن نافع الارهابية المرابطة بجبل سمامة الذي يبعد حوالي 500 متر فقط عن أوكار العناصر الارهابية الخطيرة والمسلحة …
وكشفت “الشروق” أسرارا خطيرة عن اكبر معسكر تدريب بالقرب من منطقة «مزرق الشمس» من ولاية القصرين والتهديدات التي عانى منها اهالي المنطقة ….
تعيش عشرات العائلات التونسية في منطقة «مزرق الشمس» التي تبعد فقط 500 متر عن جبل سمامة من ولاية القصرين اين يتواجد اكبر معسكر للعناصر الارهابية التابعة لتنظيم ما يسمى بكتيبة عقبة ابن نافع وقد شهدت المدينة عمليات ارهابية على غرار اكثر من 20 غزوة واقتحام لمنازل المتساكنين وسقوط الشهيد نجيب القاسمي ومقتل 3 ارهابيين ورغم ذلك ثبت وجود اخفاق امني في حماية التونسيين القاطنين بالمدينة الجبلية .
الشهيد وعائلته
اتصل احد العناصر الارهابية بزوجة الشهيد نجيب القاسمي راعي الاغنام الذي استشهد بعد تعذيبه من قبل ارهابيي كتيبة عقبة ابن نافع وهددها بالانتقام منها ومن ابنيها ورغم انها اطلقت صيحات فزع لإنقاذها لم يتم اتخاذ اي اجراءات امنية من قبل الوحدات الامنية هناك وغير بعيد عن منزل شهيد الوطن يتمركز معسكر تدريب تحت قيادة ارهابي جزائري كما ان عناصر الكتيبة يتنقلون داخل المنطقة بكل حرية .
السيطرة
كانت تعتبر منطقة «مزرق الشمس» تحت سيطرة الوحدات الامنية التابعة للإدارة العامة للأمن العمومي ما بين سنة 2014 وبداية 2015 ولكن تمكنت مؤخرا ومنذ فترة قصيرة العناصر الارهابية من السيطرة على هذه المدينة الجبلية وتحويلها الى وكر لهم يتجولون بها متى يشاؤون ويقومون باقتحام المنازل وترويع الاهالي وتهديدهم كما عمد منذ 70 ساعة احد الارهابيين الى محاولة قطع لسان طفل لا يتجاوز عمره به 7 سنوات .
نجاحات ولكن …
منذ سنة 2014 الى بداية 2015 كانت تعتبر منطقة «مزرق الشمس» مدينة آمنة رغم وجود العناصر الارهابية بالقرب منها حيث نفذت آنذاك وحدات امنية تحت اشراف المدير العام السابق للإدارة العامة للأمن العمومي بالتنسيق مع إدارة الامن الوطني عمليات امنية ناجحة تم خلالها القضاء على 3 قيادات ارهابية خطيرة كانت تمثل خطرا على امن تونس .
كما شاركت قيادات امنية من ادارة الامن العمومي في هذه العمليات الامنية الناجحة واطاحت بعناصر اخرى ارهابية وحاصرت ارهابيي الكتيبة مما جعل المدعو خالد الشايب يفر من المكان تاركا المنطقة .
الرعب
منذ فترة قصيرة تمكنت العناصر الارهابية من السيطرة مجددا على المنطقة القريبة من جبل سمامة من ولاية القصرين ونفذ الارهابيون غزوات ليلية وعاثوا فسادا في كامل المدينة واثر كل عملية ارهابية ينسحبون مجددا تحت حماية عناصرهم نحو سفح الجبل ليواصلوا مخططاتهم الارهابية ضد التونسيين .
التهديد
يعيش العشرات من متساكني المناطق الجبلية تحت تهديد الارهابيين كما يفرض على بعض المتساكنين بيع المواد الغذائية لعناصرها مقابل مبالغ مالية مهددين اياهم بالانتقام ان اعلموا الاجهزة الامنية وهو ما جعل عددا من الاهالي يلتزمون الصمت خوفا على حياتهم وحياة افراد عائلتهم كما نجح الارهابيون في زرع الرعب والخوف في كل من يحاول مد الأمنيين او العسكريين بأي معلومة حول تحركات الارهابيين .
الفراغ الأمني
رغم انتشار وحدات امنية تابعة للأمن العمومي في المنطقة الا انه ثبت وجود تقصير امني ساهم في تحويل المنطقة الى وكر للإرهابيين يتحركون داخلها دون خوف بل ويتزودون بالمؤونة الغذائية وقد اكد مصدرنا انه على وزارة الداخلية توفير الدعم اللوجستي لامنيي هذه المناطق لمجابهة الارهابيين ومحاربتهم في اوكارهم .
تعيينات ولكن …
من جهته قال مصدر امني مسؤول في تصريح لـ«الشروق» ان التعيينات التي عرفتها عدد من الادارات العامة للأمن ساهمت في تدهور الوضعية الامنية داخل عدد من المناطق الجبلية او داخل ولايات الجمهورية مضيفا ان ولاية سوسة عرفت داخلها في فترة قصيرة 4 عمليات ارهابية خطيرة ورغم ذلك لم يتم اتخاذ أية اجراءات عملية ما عدا بعض الزيارات الميدانية الني لن تنفع في هذه الفترة .
الارادة
تطرق محدثنا الى غياب الارادة داخل بعض مفاصل وزارة الداخلية لمجابهة خطر الارهابيين الذين اصبحوا يستهدفون المدنيين مضيفا ان خطر العناصر الارهابية تضاعف لانهم قرروا استهداف العزل متسائلا كيف يمكن لمدني اعزل ان يواجه خطر ارهابي مسلح؟ ودعا محدثنا الى ضرورة اتخاذ المؤسسة الامنية لإجراءات سريعة لإيقاف نزيف سيطرة الارهابيين على منطقة «مزرق الشمس» وغيرها من المناطق الجبلية .
المعسكر
يتكون المعسكر الارهابي القريب من منطقة «مزرق الشمس» من حوالي 30 ارهابيا يتزعمهم قيادي جزائري وكان خالد الشايب قائد كتيبة عقبة ابن نافع يشرف بنفسه على المعسكر ويعتبره نواة التنظيم وقد تواجد لقمان ابو صخر عديد المرات في المنطقة وكشفته وحدات الامن العمومي وقامت بمحاولة تصفيته هناك ولكنه فر في اخر لحظة وتمكن الأمنيون من القضاء على 3 من مساعديه .
من الجبال الى المدن
ارتبطت الخلايا الارهابية المتواجدة في عدد من ولايات الجمهورية ببعضها البعض وقد ثبت وجود علاقة بين الارهابيين واثر العمليات الامنية الناجحة التي تمت ما بين 2014 وبداية 2015 تحت اشراف الادارة العامة للأمن العمومي تم القضاء على مجموعة من الارهابيين كانوا يتواجدون في جبل سمامة ونزلوا الى المدن على غرار عملية وادي النسيم الذي تم فيها القضاء على كل الارهابيين الذين خططوا لتفجير مركز امن بمدينة سكرة من ولاية أريانة .
كما تم في تلك الفترة ايضا افشال محاولة قتل 200 سائح بولاية قبلي لينطلق اثرها الكشف عن خلية وادي الليل وغيرها من العمليات الارهابية كعملية الاطاحة بالصومالي ثم مقتل كمال القضقاضي الذي كان بدوره يزور جبل سمامة ويشرف على التدريبات في المعسكر المعني .
نقلا عن موقع “الشروق”