الإمارات تقدم لتونس معلومات هامة بخصوص صفحة المارد الجزائري



 نقلا عن صحيفة “البيان” الإماراتية – تحت شعار: «من يملك المعلومــة، سيواصل العزف بكثير من الثقة والحذر» برزت صفحة «المارد الجزائري» على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي لتحرك الحكومة والأجهزة الأمنية التونسية، ولتثير حالة من الجدل الحاد في الشارع ووسائل الإعلام المحلية التونسية، بعد أن نجحت في التنبؤ بنحو 10 عمليات إرهابية عرفتها تونس قبل حصولها، ومنها عملية الهجوم على منتجع سياحي بمدينة سوسة الساحلية في جوان / يونيو الماضي، ومحاولة اغتيال النائب بمجلس النواب التونسي عن حركة نداء تونس رضا شرف الدين الخميس قبل
وفي حين ربط مراقبون بين الصفحة وجهات مخابراتية نجحت في اختراق الجماعات المتورطة في الإرهاب، يرى آخرون إمكانية أن يكون طرف أمني في البلاد هو الذي يدير الصفحة اعتماداً على معلومات يتم الحصول عليها من خلال عمليات التنصت والمراقبة، غير أن هناك حالة إجماع على أن «المارد الجزائري» أحرج السلطات التونسية وطرح أكثر من نقطة استفهام حول قدرته على الوصول إلى المعلومات التي عجزت أجهزة الأمن على الوصول إليها.
في الأثناء، قال وزير الداخلية التونسي محمد ناجم الغرسلي في تعليقه على المارد الجزائري: «يجب أن يكون على علم بأننا نعرفه ونعرف هويته والموقع الذي ينشط منه»، مشيراً إلى أنه تم التعرف إلى المشرفين على الصفحة التي تستبق العمليات الإرهابية التي تقع في تونس، مؤكداً أنها صفحة لا تنشط في تونس.
وأكدت مصادر أمنية مطلعة أن اسم المارد الجزائري تم اعتماده للتمويه فقط، وأن لا علاقة للصفحة وصاحبها بأية جهة جزائرية، كما أن تحليل الخطاب المعتمد في الصفحة يؤكد أن صاحبها تونسي معاد للجماعات المتشددة ولقوى الإسلام السياسي ولشبكات الإرهاب والتهريب والمال الفاسد التي بدأت تفرض وجودها على المشهد السياسي والاجتماعي في تونس.
إلى ذلك، رجّحت التقارير ذاتها أن يكون «المارد الجزائري» قد تمكن من السيطرة على بعض الصفحات التابعة للعناصر الإرهابية الناشطة في تونس، لينجح بذلك في الوصول إلى تفاصيل بعض العمليات قبل وقوعها بساعات مستغلاً عملية التواصل بين الإرهابيين وبقية العناصر عبر رسائل مشفرة يتم إرسالها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، خاصة غير المراقبة على غرار «التويتر».
ويرى الخبير الأمني مازن الشريف أن صفحة «المارد الجزائري» تقدم معطيات دقيقة تثبت علاقة المشرفين عليها بالمخابرات والتنصت، ولا يمكن أن تكون المعلومات استشرافية، نظراً لأن الاستشراف لا يمكّن من معلومات دقيقة تحدد الزمان والمكان، مستبعداً أن تكون تابعة للمخابرات الجزائرية، على الرغم من أن تونس صارت «مرتعاً للمخابرات الأجنبية»، وفق تعبيره.
الشارع مندهش
وبحسب المحلل السياسي التونسي جمعي القاسمي، فإن الشارع المحلي مندهش من المعلومات الدقيقة التي وردت في عدد من تدوينات المارد الجزائري، والتي تؤكد أنه يمتلك المعلومة؛ سواء من حيث الوصول إليها أو من حيث تفكيكها، مضيفاً أن صاحب الصفحة يمتلك قدرة واضحة على الرصد والمتابعة، كما أن هناك فرضية بأن يكون له مساعدون في مساحات دقيقة داخل دائرة صناعة القرار السياسي والأمني التونسي.