نتائج التحقيقات في ملف منزل بورقيبة: هكذا ساعدت خلايا الإسناد في الهجوم على دورية أمنية




تفاصيل واسرار نتائج التحقيقات التي جرت في ملف مهاجمة الدورية الأمنية بمفترق الفولاذ يوم 23 اكتوبر 2013 وذلك وفق اعترافات وتصريحات للخلايا الارهابية التي قدمت الدعم لمنفذي الهجوم.

تونس (الشروق)
أثبتت التحقيقات في ملف احداث منزل بورقيبة ان بعض العناصر المنتمية لتنظيم انصار الشريعة اتفقوا على القيام باعمال ارهابية تتمثل في اغتيال اعوان الأمن المتواجدين باحدى الدوريات واطلاق النار عليهم وهو ما قاموا به بعد ان استعدوا لذلك بتوفير الأسلحة اللازمة ووسيلة النقل التي استعملوها في تنقلاتهم لاتمام ما عزموا على ارتكابه.
وبينت الابحاث ان المتهمين تبنوا الفكر السلفي الجهادي وانظموا الى تنظيم انصار الشريعة المحظور وان من بينهم من كان على علم بواقعة الهجوم وعمدوا الى اخفاء السيارة المستعملة في عملية الهجوم وان المتهمين خالد بن فرج ونادر الغانمي قد عزما على مهاجمة نقطة مراقبة أمنية وخططا لذلك واختارا توقيت تناول الاعوان للعشاء وقاما باطلاق النار عليهم مما ادى الى هلاك عوان الأمن محمد توجاني ومحاولة قتل بقية الاعوان .
المتهمون يتمسكون بالانكار
أفاد المتهم وليد العربي انه لا علم له بواقعة مهاجمة اعوان الأمن بمفترق الفولاذ بجهة منزل بورقيبة بتاريخ 23 اكتوبر 2013 وانه علم بها عن طريق وسائل الاعلام وانه لا علاقة له باي تنظيم مهما كان نوعه نافيا علاقته بتنظيم انصار الشريعة المحظور.
وبعرض المحجوز المتمثل في قفازات وعصابة عين سوداء كتب عليها عبارة لا اله الا الله محمد رسول الله وريات التوحيد وعقود كراء السيارات ولوحات منجمية ليبية ولوحة تونسية وكتب وقناع «كاغول» ومجموعة من الوثائق احدها محررة بخط احمر اللون كتب عليها عبارات «الحق العام طواغيت الاخوة الأئمة وصرح ان الرايات سبق له شراؤها منذ حوالي سنتين بمناسبة حضوره احدى الخيمات الدعوية لانصار الشريعة اما العقود فهي تابعة له باعتباره يقوم بتسوغ وتسويغ السيارات واما الكتب والوثائق فهي تابعة له باستثناء المستطيلة الشكل فهولا يتذكر انه قام بتحريرها.
وبمزيد التحرير عليه حقق انه في عديد المناسبات وعند تردده على الخيمات الدعوية لتنظيم انصار الشريعة كان يقوم باقتناء تسجيلات لبعض زعماء القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي وذلك للاطلاع عليها دون ان يكون متبنيا أفكار تلك الجماعات.
وبعرض تصريحات المتهم انور المي لدى باحث البداية والتي مفادها انه كان يقوم بمساعدة بعض الانفار من متبني الفكر السلفي الجهادي وخاصة افراد عائلات المتوفين بسوريا صرح انه ينفي تلك التصريحات وهو لم يسبق له ان ساعد أي شخص نافيا ان يكون ساعد منفذي الهجوم على التخفي او التنصل من التتبعات العدلية.
وبعرض المحجوز المتمثل في هاتف جوال تابع له وحامل لفلاش ديسك يحتوي على بعض التسجيلات افاد انه قام بتنزيل عديد التسجيلات ومقاطع فيديومن موقع معروف باسم «منبر التوحيد والجهاد» وكان يعتقد انه يحتوي على اناشيد دينية وجهادية غير انه لم يقم بالاطلاع عليها.
وباستنطاق المتهم اكرم المي شقيق انور المي حقق ان شقيقه انور ومنذ 2011 اصبح ينتمي الى احد التيارات الدينية المتشددة وكان في عديد المناسبات يقع معه في خلافات معه وبعض افراد عائلته حول بعض التصرفات على غرار رفض شقيقه المذكور مشاهدة البرامج التلفزية ومباريات كرة القدم وفي شهر أفريل من سنة 2013 تحول شقيقه الى سوريا للجهاد اين قضى حوالي ستة اشهر وقبل عيد الاضحى عاد شقيقه الى تونس حيث بقي بدون عمل وكان يقضي بعض الليالي بالمساجد مضيفا انه في الليلة الفاصلة بين يومي 23 و24 اكتوبر 2013 ولما كان بمنزل والديه تفطن الى عودة شقيقه وكانت تبدو عليه علامات الارتباك خاصة من طريقة غلقه للباب ودخوله اليه وهو ما جعله يستفسره عن السبب فاجابه بان البلد تمر بظروف صعبة وقد تمّ إيقافه ومرافقيه من قبل اعوان الأمن لكنهم لم يستجيبوا لاشاراتهم بالوقوف وفي صبيحة اليوم الموالي علم بواقعة مهاجمة اعوان الأمن في مفترق الفولاذ وقد خامره وجود علاقة بين الحادثة وارتباك شقيقه وهو ما جعله يعيد استفساره مرة اخرى لكن شقيقه اكد له انه لا علاقة له بواقعة اطلاق النار على اعوان الأمن وقد فوجئ باعوان الأمن يقومون باستدعاء شقيقته الفة الى مقر احدى الوحدات الأمنية حيث تم استفسارها على رقم هاتف جوال فأعلمتهم انه تابع لشقيقها انور نافية ان يكون على علم بالواقعة أوشارك فيها. وبعرض تصريحاته المسجلة لدى باحث البداية التي مفادها ان شقيقه اعلمه بانه تحول رفقة انفار الى مكان تواجد الدورية الأمنية وقاموا باطلاق النار على اعوانها وانه اضاع هاتفه الجوال بمكان الواقعة اجاب بان تلك التصريحات لم تصدر عنه متمسكا بنفي التهم الموجهة اليه.
من جهة اخرى انكر المتهم رمزي العويديدي الافعال المنسوبة اليه محققا انه يعرف المتهم نادر الذي اتصل به يوم 24 اكتوبر 2013 وطلب منه الحضور الى حضيرة تابعة لوالده بجهة اوتيك لنقله الى منزل بورقيبة وباعتباره كان يتصرف في شاحنة تابعة لشقيقه فقد استجاب لطلبه وتحول الى المكان المتفق عليه وقد عثر على المتهم نادر برفقة نفر اخر اتضح في ما بعد انه يدعى مقداد وشخص ثالث بقي بالمكان في حين ركب معه نادر ومقداد وفي طريقهم الى مدينة منزل بورقيبة وقد دار حديث بينهما لم يفهم محتواه وبعد حوالي يومين علم بحادثة استهداف اعوان الأمن.