الهاشمي الحامدي يتبرع بعشرات الملايين لعدد من أسر شهداء الأحداث الأخيرة في تونس



بقلم الهاشمي الحامدي – تشرفت ظهر ومساء يوم السبت 21 نوفمبر بزيارة عائلات شهداء الجيش الوطني حسام حمدي وإسماعيل الطاهري (في الصورتين) وعصام عليبي وعبد العزيز الغابري رحمهم الله، في منزل بوزيان والمكناسي. قررت تقديم دعم مادي لعائلات الشهداء حسام وإسماعيل وعبد العزيز بما مجموعه 60 ألف دينار. سأمول مشروعين لعائلتين واشتري بيتا للثالثة. الشهداء قدموا أرواحهم لتونس وأنا فخور جدا أن أنال شرف مساعدة عائلاتهم. سأشتري أيضا كرسيا متحركا لوالد أحد الشهداء أصيب بجلطة عندما بلغه خبر استشهاد ابنه واساعده في تأمين دواء من الخارج إن شاء الله. أنا في غاية السرور أن أتيحت لي الفرصة لإسداء خدمة بسيطة لعائلات شهدائنا والتعبير عن محبتي وامتناني لكل الأبطال الشجعان العاملين في الجيش الوطني وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني، من الرجال والنساء. تيار المحبة يحبكم ويعتز بكم ويتشرف بخدمتكم.
أقول لكم يا أهلي في تونس أنني سمعت من آباء شهداء الجيش روايات محزنة جدا عما لقوه ويلقونه من إهمال وجحود. أقروا أنهم حصلو على مساعدة مادية في البداية بقيمة 25 الف دينار. لكن بعد ذلك تحدثوا عن الاهمال. قصص تدمي القلب ولا تليق بنا أبدا. حتى ظننت أننا نستحق جائزة نوبل في الجحود ونكران الجميل. تخيلوا والد شهيد يشقى لمقابلة معتمد، وآخر مقعدا ينتظر زريقة من الخارج منذ أشهر وآخر يتمنى شغلا لأبنائه وبناته ولا يستطيع. الشهداء أعطونا أغلى ما يملكون. فماذا اعطينا لعائلاتهم؟

تشرفت يوم الجمعة 20 نوفمبر بزيارة أم الشهيد الرقيب أول علي الخترشي وبقية أفراد عائلته في منزلهم ببنزرت. اشتكوا لي من قلة السائلين والمتضامنين بعد وفاة المرحوم. اعتذرت لهم عن تقصير الوطن في الاحتفاء بشهيد الوطن الغالي. تبرعت لهم ب15 ألف دينار لإقامة مشروع صغير تستفيد منه العائلة.
هذا ما أقدر عليه. وهو أقل الواجب. وأحث القادرين على أن يعطوا أكثر.
رحمة الله على شهيد الوطن الرقيب أول علي الخترشي.
وتحية عرفان وامتنان لكل جندي وكل رجل أمن وحرس وطني في تونس العزيزة.

أتممت الآن زيارة لعائلة الشهيد مبروك السلطاني رحمه الله وقابلت والدته وأخته وأهالي المنطقة. أبلغت الوالدة زعرة سلام زوجتي زبيدة وتكفلها بنفقات علاجها لمحاولة رد بصرها. وبعد التشاور مع الأهالي تعهدت بدفع مبلغ 20 ألف دينار لحساب أم الشهيد تكاليف حفر بئر ارتوازية (سنتاج) لتوفير الماء الصالح للشراب وحل مشكلة العطش في المنطقة ومبلغ 1000 دينار لتأمين عودة طالبة من بنات المنطقة إلى مقاعد الدراسة في الجامعة. وتعهدت بالتدخل لدى السلطات لتعزيز أمن المنطقة. هذا ما قدرت عليه. وأحث غيري على أن يعطي ويساعد أكثر مني. ساعدت العائلة والمنطقة علنا وأعلنت عن ذلك للناس لأقدم القدوة الحسنة وأؤكد للجميع أنني لا اتاجر بآلام الفقراء وإنما أتضامن معهم وأتقدم الصفوف في خدمتهم ماديا ومعنويا.