تفاصيل عن المخطط الدموي الذي كان ستنفذه مجموعات مبايعة لداعش و يدكّ عدد من المدنيين


نقلت جريدة الصباح نيوز تفاصيل عن إحباط مخططات إرهابية لإستهداف سياسيين ورياضيين و مدنيين بمدينة سوسة و كانت الوحدات الأمنية قد أحبطت لال الـ36 ساعة الأخيرة مخططا إرهابيا كبيرا وُصف أمنيا بالدموي والمنعرج الخطير في نشاط الجماعات الإرهابية بتونس، كان يستهدف مبدئيا ولاية سوسة أساسا وربما ولايات أخرى في انتظار ما سيكشف عنه تقدم الأبحاث.
إذ ألقت الوحدات الأمنية القبض على عدد من المشتبه بهم بينهم قيادات إرهابية وحجزت أسلحة بينها “كالاشينكوف” وسلاح من نوع بيريتا وذخيرة وكمية من المواد المتفجرة، ووثائق وصف بعضها بالخطير وسيارة استعملت في محاولة اغتيال النائب عن حركة نداء تونس رضا شرف الدين رئيس النجم الرياضي الساحلي ودراجة نارية يرجح أنها استعملت في عملية قتل عون الأمن عز الدين بلحاج نصر بحي الزهور بسوسة، وذلك في أعقاب سلسلة من المداهمات بالتنسيق مع النيابة العمومية بالمحاكم الراجعة بالنظر. و إثر عملية استخباراتية دقيقة تمكنت وحدات الحرس الوطني من إحباط مخطط إرهابي “نوعي” بولاية سوسة فيه محاولة لاستعراض العضلات خططت له على ما يبدو خلية تابعة لما تعرف بكتيبة عقبة ابن نافع الإرهابية الموالية لتنظيم”داعش”، كان سيمثل منعرجا خطيرا في نشاط الجماعات الإرهابية ببلادنا، إذ وفق المعطيات الأولية التي تحصلت عليها “الصباح” فإن عناصر الخلية –ربما بعضهم متواجد بليبياء خططوا لاستهداف مقرات وربما سيارات ودوريات أمنية متنقلة بسوسة إضافة إلى استهداف شخصيات مشهورة بالجهة من بينها على الأرجح رجال أعمال وسياسيين ورياضيين، من خلال الهجوم عليها بالأسلحة النارية أو بتفجيرها (المباني) بواسطة وعاء طبخ مضغوط بداخله مواد شديدة التفجير قادرة على تفجير بناية كاملة من عدة طوابق وإحداث أضرار جسيمة بها وقتل أكبر عدد من الموجودين داخلها.
وحسب ما توفر من معلومات إضافية فإن عناصر إرهابية كانت على قاب قوسين أو أدنى من تنفيذ هذا المخطط الدموي المعتمد على تكتيك جديد كان من المقرر على الأرجح تنفيذه ليلة أمس الأول أي بعد ساعات قليلة من زمن الكشف عن المخطط في عملية استباقية نوعية، والقبض على عنصرين رئيسيين داخل منزل بمنطقة البرجين بأحواز مساكن يبدو أنهما بصدد وضع اللمسات الأخيرة لإحدى هذه العمليات، وحجز سلاح ناري من نوع “بيريتا” مخفي داخل دراجة نارية ما يؤكد اقتراب الساعة صفر لتنفيذ إحدى هذه العمليات.
الأعوان وبعد سلسلة من التحريات الماراطونية الحينية تمكنوا من القبض على ما بين ثلاثة وأربعة عناصر أخرى يشتبه في انتمائها لهذه الخلية الإرهابية التي تؤمر بأوامر من “ليبيا” على ما يبدو، ووصفت بالخطيرة وذلك في عمليات نوعية فجر أمس الاثنين بالساحل والوطن القبلي بينهم شقيقان، كما حجزوا كمية من المواد المتفجرة وقائمة خطية تتضمن وفق ما يتردّد أسماء عدد من الشخصيات السياسية والرياضية المشهورة ورجال أعمال بولاية سوسة قد تكون وضعت تحت المراقبة استعدادا على الأرجح لتصفيتها على مراحل بهدف إثارة الفوضى والهلع في سوسة، إضافة إلى حجز سيارة في مداهمة محل بأحواز سيدي علوان من ولاية المهدية استعملت صباح يوم 8 أكتوبر الفارط في تنفيذ محاولة اغتيال النائب بمجلس نواب الشعب رضا شرف الدين رئيس النجم الرياضي الساحلي.
التفاصيل الأولية تفيد بأن هذه الخلية التي تضم في صفوفها عدة عناصر معروفة بتشددها الديني ومبايعتها لما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ولها علاقات مع عناصر منتمية لـ”داعش” ليبيا وأحدهم محل تفتيش منذ مدة مسؤولة عن قتل الشهيد عز الدين بلحاج نصر عون الأمن بمصلحة الطريق العمومية بإقليم الأمن الوطني بالقيروان، أصيل معتمدية ملولش من ولاية المهدية مساء يوم 19 أوت الفارط بمفترق حي الزهور عندما كان رفقة عونين آخرين بصدد انتظار وسيلة نقل للعودة إلى محلات سكناهم.
كما تبين أن هذه الخلية مسؤولية مبدئيا عن ترصد النائب رضا شرف الدين لعدة أيام والتقاط صور مختلفة له في أماكن عديدة ثم محاولة اغتياله رميا بالرصاص صباح يوم 8 أكتوبر الفارط على الطريق الرابطة بين سوسة والقلعة الكبرى بينما كان في طريقه إلى مقر عمله بالمنطقة الصناعية بالقلعة الكبرى، بعد أن أطلق عليه عنصر أو أكثر حوالي 29 رصاصة من سلاحين استقرت تسع منها في هيكل السيارة ولم تصب النائب المستهدف بأذى بعد فراره.
ووفق مصادر مطلعة فإن بعض عناصر هذه الخلية على علاقة بمتطرفين تونسيين وليبيين متواجدين في ليبيا وتحديدا في صبراطة ومنتمين على الأرجح لكتيبة عقبة ابن نافع الموالية لـ”داعش” ليبيا، يبدو أنهم هم الذين خططوا لسيناريو الدم في ولاية سوسة من خلال اختيار الهدف، كما يرجح أن بعض المشتبه بهم المنتمين لهذه الخلية سبق وأن تدربوا على حمل واستعمال السلاح في ليبيا حيث تتمركز معسكرات تدريب الجهاديين قبل أن تقوم عدة أطراف بتهريب الأسلحة والمتفجرات من ليبيا إلى تونس، وأكيد أن الأبحاث الأمنية والتحقيقات القضائية ستكشف المزيد من التفاصيل حول نشاط هذه الخلية الخطيرة ومخططها الدموي والعناصر المتورطة في التخطيط والتنفيذ وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وتوقع ببقية العناصر المتحصنة بالفرار إلى حد كتابة هذه الأسطر.