في حضرة هيبة الدولة..رأس الطفل الراعي في برّاد منزلهم



16 ربيعا فقط هي أيام تجربته في الحياة،مبروك السلطاني من عائلة بسيطة لم يرى من نور الحياة سوى قطيع أغنامه و مرافقه و جبل مغيلة،حياة ملؤها الفقر و التعاسة و الكفاح.
في بلدي تستباح الطفولة،يذبح مبروك من الوريد إلى الوريد و يقطع رأسه و يرسل إلى أهله و السبب الوحيد ربما هو استبساله في الدفاع عن قوت يومه و امتناعه عن تسليم ثروته البسيطة  لوحوش طغت على الأرض و قتلت و شردت بحثا عن الجنة. خبر مثل صدمة لحجم و فضاعة العملية الإرهابية و عكس انتقالا جديدا في صفوف الوحوش البشرية التي أصبحت تستهدف الأبرياء بطريقة مريبة تبعث الخوف و الرهبة.
الدولة التونسية في كامل هيبتها لم تحرّك ساكنا فرأس مبروك ابن ولاية سيدي بوزيد تم إيداعه ببراد منزلهم و جثته بقيت وسط جبل المغيلة ما زاد آلام العائلة و لوعتها.
مبروك راح و استباحت طفولته و مصير ابناء الشعب مازال مجهولا،فابقى يا زمان شاهدا على دم الطفل من يوم اغتياله إلى اليوم المشهود.
أسماء الوهاب