تفاصيل جديدة عن هجمات باريس

التحقيقات المكثفة، التي بدأت عقب الهجوم مباشرة، تبين تورط أكثر من مهاجم تسللوا لفرنسا من بلدان أوروبية، ولا سيما من بلجيكا المجاورة.

تتكشفت، ساعة بعد ساعة، ملابسات هجمات باريس، الأعنف في تاريخ فرنسا الحديث، والتي أثارت تساؤلات مقلقة عن هذا الاختراق الأمني غير المسبوق لعاصمة النور.
وبينت التحقيقات المكثفة، التي بدأت عقب الهجوم مباشرة، تورط أكثر من مهاجم تسللوا لفرنسا من بلدان أوروبية، فضلاً عن اكتشاف عدد من جوازات السفر العربية في مسرح الأحداث ما زاد من تعقيد المشهد، رغم إعلان تنظيم داعش تبنيه للتفجيرات.
ويدور سؤال حول كيفية تمكن هذا التنظيم من تنفيذ هذه الهجمات بتنسيق مدروس بعناية أدى إلى مقتل 132 شخصا، فضلا عن عشرات الجرحى؟
بلجيكا.. وسر سيارة الفولكسفاغن
كشف وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، أن التخطيط للهجمات تم في بلجيكا، وأكد رواية كازنوف ما كشفه المحققون الفرنسيون والبلجيكيون، من أن اثنين من المهاجمين الذين قتلوا، يحملان الجنسية الفرنسية ويقيمان في بلجيكا.
وفي التفاصيل: انطلق المهاجمون من بلجيكا عبر سيارة بولو أجرها رجل أوقفته الشرطة يوم السبت الماضي للحظات عند عبوره الحدود البلجيكية على متن سيارة أخرى، من نوع فولكسفاغن غولف، مع رجلين آخرين، وعثر على السيارة، التي استعملها قرب بروكسل، بينما عثر على سيارة “سيات” مهجورة في ضواحي باريس الشرقية، وبداخلها سلاح كلاشينكوف، ما يؤكد رواية شهود العيان حول خروج المسلحين من سيارتين واحدة من نوع سيات والأخرى من نوع فولكسفاغن.
من هو قائد السيارة
أظهرت الوثائق الموجودة في بيانات السيارة المحجوزة أن سائقها يدعى صالح عبد السلام، ولكن ليس هناك أي تأكيد رسمي بهذا الخصوص، واعتقل الرجلان الآخران اللذان كان في السيارة في بلجيكا، حسب صحيفة “لوبسرفاتور”.
يعتقد المحققون أن عبد السلام واحد من الإخوة الثلاثة، الذين يشتبه في ضلوعهم بالهجمات، أحدهم قتل في مركز باتاكلان، وآخر اعتقل السبت في بروكسل.
وأظهرت بيانات التحقيق أن واحدا من المهاجمين القتلى، يدعى اسماعيل عمر مصطفاي، وعمره 29 عاما، ومولود في بلدة كوركورون، جنوبي باريس، حيث أقام في الأعوام الأخيرة في مدينة شارتر، جنوب غربي باريس، وكان يتردد على مسجد بلدة لوس القريبة.
لكن إمام المسجد نفى معرفته بمصطفاي، كما نفى أن يكون أحد مرتادي المسجد، لكن بصماته التي تم الكشف عنها قرب مركز باتاكلان، أكدت وقوفه خلف الهجوم، ووضع ذلك أجهزة الأمن الفرنسية في موقف محرج لأن الرجل يمتلك سجلا إجراميا رغم أنه لم يسجن!.
ويتواصل التحقيق بشأن وجود علاقة محتملة بين سيارة بلوحة ترقيم من دولة الجبل الأسود أوقفتها الشرطة الألمانية يوم 5 نوفمبر/ تشرين الثاني، وكانت محملة بكميات كبيرة من الذخيرة والمتفجرات.
وكان نظام تحديد بالقمر الاصطناعي فيها يشير إلى عنوان في باريس، وقال سائق السيارة، وهو مواطن من الجبل الأسود عمره 51 عاما، للشرطة الألمانية، إنه كان يريد زيارة برج إيفل والعودة إلى بيته، وإنه لا يعلم شيئا عن هذه الأسلحة. وما يزال السائق رهن الاعتقال.
المهاجمون سبعة أم ثمانية؟
وفي حين قال تنظيم داعش في إصداره الخاص بالعملية إن “ثمانية من الإخوة” قاموا بتنفيذ العملية، أكد المدعي العام الفرنسي، فرانسوا مولان، أن المسلحين السبعة قتلوا في الهجوم، ليدور السؤال عن هوية المنفذ الثامن والذي يعتقد أنه صالح عبد السلام.
ويبدو أن المهاجمين، وفقا للتحقيقات، شكلوا “ثلاث مجموعات” جرى التنسيق بينها، وكانوا يحملون أسلحة من نوع واحد، ويرتدون أحزمة ناسفة من نوع واحد أيضا.
ثلاثة من المهاجمين فجروا أنفسهم أمام الملعب الدولي، شمالي باريس، بينما قضى أحد المهاجمين بعدما فجر قنبلة أمام مطعم “لوكونتوار فولتير” في شارع فولتير، بينما شارك ثلاثة رجال، يرتدون أحزمة ناسفة، في الهجوم ليلا على مركز الفنون باتاكلان، الذي أسفر عن مقتل 89 شخصا، لقي اثنان من المهاجمين حتفهما بعد تفجيرهما قنبلتين، وقتل الثالث برصاص الشرطة.
جواز السفر السوري
يعيش اللاجئون اليوم حالة من القلق الشديد بعد أن أعلنت السلطات الفرنسية عثورها على جواز سفر يعود للاجئ سوري قدم من اليونان، وليس واضحا إذا كان المحققون يعتقدون أن حامل جواز السفر المولود عام 1990 ضالع في الهجمات، خاصة وأن جواز السفر السوري أصبح مطلوبا بكثرة في السوق السوداء.
وعثر على جواز سفر مصري أيضا قرب الملعب الدولي، لكن تبين لاحقا وفقا للسفير المصري في فرنسا أن حامل جواز السفر المصري كان من ضحايا الهجوم.
شبكة إرم