هل تدخلت «النهضة» لمنع التصعيد مـــــع التيّــــارات الإسلاميــــة ؟




هل مارست «النهضة» ضغوطات على  رئيسي الحكومة والجمهورية من أجل عدم التصعيد مع التيارات الإسلامية وعلى رأسها «حزب التحرير» الذي اكتفت الحكومة بالتنبيه عليه وإعطائه مهلة لـ «ينضبط دستوريا»؟ وهل كانت زيارة رئيس حركة «النهضة» إلى الجزائر التي لم يكشف عنه الكثير بهدف البحث عن وساطة جزائرية في الغرض؟.
عن هذه الأسئلة وغيرها، أجاب القيادي بالحركة ونائب رئيسها، عبد الحميد الجلاصي،لـ «التونسية» معلنا تجديد دعم النهضة للحكومة وللإجراءات التي اتخذتها عقب العملية الإرهابية التي هزت منتجع القنطاوي منذ أسبوع مضيفا أن الحركة تدعم حكومة الحبيب الصيد في الحرب على الإرهاب مؤكدا  أن دعم حركته للحكومة يتضمن كذلك تقديم النصح لها بخصوص مسائل معينة قد تحدث نتائج عكسية، من بينها ضرورة ألاّ يفهم جزء من الرأي العام، أن الحرب على الإرهاب يمكن أن تهدد حرية ممارسة الشعائر الدينية أو أن تهدد رموزها على غرار المساجد.
مع الحريـــــات
و شدد الجلاصي على أن حركة النهضة ضد أي مسألة يتضح أن فيها لبسا وأنها  مع كل الإجراءات التي يسمح بها الدستور ولا تمس الحريات.  ولاحظ  أن «النهضة» لا تعارض قرارات الحكومة الأخيرة ولكنها لا توافق على أن تكون بعض الإقالات ناتجة عن حسابات سياسية أو نوعا من المعاقبة على مواقف اتخذها هذا الشخص أو ذاك حسب المحطات السياسية التي مرت بها البلاد.
و تابع بأن تفعيل الإجراءات الخاصة بغلق المساجد غير القانونية وحل الأحزاب والجمعيات المشبوهة يجب أن يتم وفقا للدستور لأن الدستور هو الإطار العام لتفعيل القوانين موضحا أن الحرب على الإرهاب لا يجب أن تمس بالحريات إلا في إطار القانون على حد قوله.
حكاية زياد العذاري؟
أما بخصوص فحوى زيارة راشد الغنوشي إلى الجزائر، فقد أشار الجلاصي إلى أن «النهضة» تقوم بدورها في تدعيم العلاقات بين تونس والجزائر مبينا أن قضايا مشتركة تجمع البلدين كالأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي مضيفا  أن زيارة الغنوشي إلى الجزائر تضمنت محاور تهم أمن تونس والمنطقة عموما مؤكدا أن العلاقات التونسية الجزائرية جيدة.
وعن حقيقة علاقة قيادي «النهضة» ووزير التشغيل الحالي زياد العذاري بمدير إقليم الأمن الوطني بالقنطاوي الذي تمت إقالته بعد العملية، قال الجلاصي، إن حركته ليست معنية بالإجابة عن كل سيناريوهات الخيال و«الأفلام» وكل ما يقود إليه الحقد على حدّ تعبيره.
و كانت بعض المصادر الإعلامية والسياسية قد أفادت بأن الزيارة الخاطفة وغير المعلنة التي أداها الغنوشي إلى الجزائر والتي سبقها لقاء مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي تتنزل في إطار البحث عن وساطة جزائرية كمحاولة الضغط على الحكومة التونسية بعدم المضي قدما في إجراءات «موجعة» و  تصعيدية مع التيارات الإسلامية والجمعيات المحسوبة عليها، وبالتالي «اتقاء شرها» وتجنبا لإمكانية نزوعها إلى ردود فعل قد تكون لها تداعيات سلبية على الأمن العام في البلاد، حسب منظور النهضة.
 سنيا البرينصي