تراجع أسعار زيت الزيتون في تونس: من المستفيد من هذا الانخفاض؟

 


تراجع أسعار زيت الزيتون في تونس: من المستفيد من هذا الانخفاض؟

مع انطلاق موسم جني الزيتون في أكتوبر 2024، برزت توقعات بإنتاج قياسي تجاوز 55% مقارنة بالموسم السابق. لكن هذه الأخبار السارة خيّمت عليها أزمة هبوط أسعار الزيتون وزيت الزيتون في الأسواق المحلية، مما أثار تساؤلات حول تداعيات هذا التراجع على الفلاحين وأطراف أخرى قد تكون مستفيدة.


ارتفاع الإنتاج في موسم 2024-2025

وفقًا لتقديرات وزارة الفلاحة، يُنتظر إنتاج 1.7 مليون طن من الزيتون هذا الموسم، ما يعادل 340 ألف طن من الزيت. يتوزع الإنتاج بين:
60% من المناطق المروية.
40% من المناطق المطرية.
التوزيع الجغرافي للإنتاج:
35% في المناطق الوسطى.
25% في الجنوب.
24% في الساحل.
16% في الشمال.
هذا التنوع المناطقي يضمن وفرة الإنتاج، لكنه يضع تحديات إضافية على عملية تسويق المحصول.


هبوط الأسعار وتأثيره على الفلاحين

مع بدء الجني، شهدت أسعار الزيتون انخفاضًا حادًا في أسواق الإنتاج الكبرى:
الكيلوغرام الواحد من الزيتون الطازج بيع بـ2700 مليم.
"النشيرة" بيعت بين 1200 و1500 مليم.
زيت الزيتون انخفض إلى 14 دينارًا للتر في المعاصر، و18 دينارًا كحد أقصى للبيع بالتجزئة.

تحديات الفلاحين:


ارتفاع تكلفة اليد العاملة:
40 دينارًا يوميًا للنساء.
60 دينارًا للرجال.
زيادة تكاليف الإنتاج: الفلاحون يعانون من ارتفاع كلفة المياه والأسمدة، ما يزيد الضغط على الأرباح.
بعض الفلاحين اختاروا وقف الجني، معتبرين أن الأسعار الحالية لا تغطي حتى التكاليف الأساسية.

تراجع أسعار زيت الزيتون في تونس: من المستفيد من هذا الانخفاض؟


من المستفيد من انخفاض الأسعار؟

اتهم الفلاحون أطرافًا داخل السوق بالعمل على خفض الأسعار بشكل متعمد بهدف شراء كميات ضخمة بأسعار منخفضة، وإعادة تصديرها بأسعار مرتفعة. هذا الوضع يضع المصدرين في موقع المستفيد الرئيسي، بينما يترك الفلاحين والمستهلكين المحليين في وضعية حرجة.


انعكاسات هذا التوجه:


تقويض القطاع الزراعي.
ضرب المنظومة الاقتصادية الخاصة بزيت الزيتون.
تقليل العائدات للفلاحين، مما يهدد استدامة الإنتاج.
الحلول المقترحة لدعم الفلاحين
تعزيز الاستهلاك المحلي:
وزارة الفلاحة وديوان الزيت يمكنهما تقديم كميات مدعمة بأسعار تنافسية لتحفيز السوق الداخلية.

دعم الفلاحين الصغار:


توفير قروض ميسرة لتغطية تكاليف الإنتاج.
تنظيم دورات تدريبية لتحسين طرق الجني والتخزين.
الرقابة على التصدير:
مراقبة أسعار التصدير لضمان استفادة الفلاحين من القيمة الحقيقية للمنتج.

تطوير اليد العاملة:


إطلاق برامج لتدريب العمالة الزراعية لزيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف.
يمثل زيت الزيتون ثروة وطنية لتونس، لكن استدامتها تتطلب سياسات متكاملة تحمي الفلاحين وتدعم المستهلكين. إن تعزيز الإنتاج المحلي، مراقبة السوق، ودعم المنتجين الصغار، هي مفاتيح للحفاظ على هذا القطاع الحيوي من التقلبات الاقتصادية والضغوط المناخية.







Post a Comment

أحدث أقدم