أصناف شجرة الزيتون: التنوع الصنفي للزيتون في تونس


أصناف شجرة الزيتون: التنوع الصنفي للزيتون في تونس


 تعتبر تونس من بين الدول التي تزخر بتنوع كبير في أصناف الزيتون، وهو إرث زراعي عريق يعكس غنى البيئة الطبيعية والتاريخية للبلاد. في هذا المقال، سنستعرض بشكل مفصّل التنوع الصنفي لشجرة الزيتون في تونس، مع التركيز على عمليات الجرد، التوصيف، الحفظ، والتوزيع الجغرافي، بالإضافة إلى أهم أصناف الزيتون المحلية ذات الاستخدامات المختلفة.


الجرد والتوصيف والحفظ

شهدت غابة الزيتون التونسية جهوداً كبيرة منذ منتصف القرن العشرين لتحديد وتصنيف أصناف الزيتون، خاصة مع تأسيس معهد الزيتونة. تم الاعتماد على الخصائص المظهرية وفقاً للمعايير المعتمدة دولياً لتوصيف الأصناف، مما أسفر عن تحديد مجموعة واسعة منها.

بعد عمليات الجرد والتوصيف، كان من الضروري حفظ هذا الموروث. لهذا الغرض، تم إكثار الأصناف عبر تقنيات التكاثر الخضري وزراعتها في مجمعين للأصناف، أحدهما في بوغرارة والآخر في نابل. تهدف هذه المجمعات إلى الحفاظ على الموروث الجيني وتوثيقه بشكل دقيق.

في هذه المجمعات، يجري التوصيف الجيني باستخدام تقنيات البيولوجيا الحيوية لاستبعاد الأصناف المتطابقة، مما يتيح إنشاء "بطاقة هوية" مظهرية وجينية لكل صنف. إلى جانب ذلك، تم إنشاء حقول دراسات تجريبية منذ عام 2002 لدراسة سلوك الأصناف في بيئات مختلفة عبر مناطق إنتاج الزيتون.


التوزيع الجغرافي للأصناف

يتنوع انتشار أصناف الزيتون في تونس حسب المناطق، ما يعكس تأقلمها مع الظروف المناخية المختلفة. وفقاً لدراسة (Trigui, Msallem et al., 2002)، تمثل خارطة التوزيع الجغرافي أساساً لفهم خصائص هذه الأصناف.


أهم أصناف زيتون الزيت

الشملالي

يُعتبر صنف الشملالي من الأصناف الأكثر شيوعاً في الوسط والجنوب التونسي، ويُقسم إلى عدة أنواع، أبرزها:

  • شملالي صفاقس:
  • ينتشر في صفاقس، الساحل، والقيروان. يتميز بصغر حجم الثمرة (1 غرام) ونسبة زيت تصل إلى 29%.
  • شملالي جرجيس:
  • يوجد أساساً في مدنين، مع نسبة زيت تصل إلى 30% وحمض أولييك بنسبة 69%.
  • شملالي تطاوين:
  • ينتشر في تطاوين، بخصائص مشابهة لشملالي جرجيس.
  • شملالي جربة:
  • يتميز بنسبة زيت تصل إلى 31% وارتفاع حمض الأولييك (74%).
  • شملالي أنثى:
  • يتواجد خاصة في منطقة الدويرات، مع زيت بنسبة 29% وحمض أولييك يصل إلى 70%.

الشتوي

  • ينتشر بشكل رئيسي في الشمال ويُعرف محلياً بـ"الشعيبي". يتميز بثمرة متوسطة الحجم وزيت بنسبة 28%.

الزلماتي

  • يوجد في مدنين، جربة، وجرجيس، مع نسبة زيت تصل إلى 30% وحمض أولييك بنسبة 62%.

الوسلاتي

  • يتواجد في الوسلاتية والعلا، بثمرة صغيرة الحجم (1.6 غرام) ونسبة زيت تصل إلى 31%.

الفخاري

  • ينتشر في تطاوين، ويتميز بثمرة صغيرة الحجم ونسبة زيت تصل إلى 32%.


أصناف شجرة الزيتون: التنوع الصنفي للزيتون في تونس



أصناف الزيتون ذات الاستخدام المزدوج

زرازي

  • يُزرع في مدنين وتطاوين والواحات الجنوبية. يتميز بحجم ثمرة متوسط (3.5 غرام) ونسبة زيت تصل إلى 35%.

شمشالي

  • يُزرع في قفصة، ويستخدم للتصبير والتخليل بفضل خصائص الثمرة المميزة.

جربوعي

  • يتواجد في الكاف وسليانة، مع ثمرة متوسطة الحجم ونسبة زيت تصل إلى 30%.

تفاحي

  • يوجد في تطاوين، بثمرة قابلة للتخليل ونسبة زيت عالية (36%).


أصناف زيتون المائدة (التخليل)

المسكي

  • يسود في الشمال، ويتميز بحجم ثمرة كبير (6 غرام) ومذاق حلو.

بسباسي

  • ملقح طبيعي لصنف المسكي، بثمرة كبيرة جداً (10 غرام).

مرسالين

  • يتواجد في زغوان وسليانة، بوزن ثمرة يصل إلى 9 غرام.


التحسين الوراثي وعمليات الجرد المستمرة

شهدت تونس جهوداً كبيرة لتحسين أصناف الزيتون عبر التهجين الموجه، خاصة لتحسين التركيبة الحمضية لزيت الشملالي والمسكي. أفضت هذه الجهود إلى تطوير عدة هجائن في مراحل الدراسة النهائية.

كما تتواصل عمليات الجرد في مناطق مثل قرقنة وسبيطلة وواحات الجريد، بهدف اكتشاف أصناف جديدة وتعزيز قاعدة البيانات الجينية، بما يساهم في تطوير قطاع الزيتون في تونس.



يعتبر تنوع أصناف الزيتون في تونس مصدر فخر وركيزة أساسية للاقتصاد الزراعي. من خلال توثيق هذا التنوع وحفظه، تسعى تونس إلى المحافظة على موروثها الزراعي وتطوير إنتاجها بما يتماشى مع المتطلبات العالمية.

أحدث أقدم