احتياجات شجرة الزيتون للنمو..الأمثل

احتياجات شجرة الزيتون للنمو..الأمثل


تُعدّ زراعة الزيتون من أبرز الأنشطة الزراعية في تونس، حيث تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني بفضل تاريخها الطويل وأهميتها الاجتماعية. يتم زرع حوالي 80 مليون شجرة زيتون على مساحة تقدر بحوالي 1.8 مليون هكتار، مع وجود 1723 معصرة في البلاد. توفر هذه الزراعة سنويًا ما بين 25 إلى 30 مليون يوم عمل في القطاعين الفلاحي والصناعي، وتساهم بشكل كبير في الدخل القومي التونسي. كما تمثل صادرات الزيتون 4.13% من إجمالي صادرات البلاد بين 2011 و2015.


تنتشر شجرة الزيتون في جميع أنحاء البلاد، من الشمال إلى الجنوب، حيث تزرع في مناطق متعددة تتراوح معدلات الأمطار فيها من أكثر من 1000 مم في أقصى الشمال إلى أقل من 150 مم في الجنوب. تعتمد الزراعة بشكل رئيسي على مياه الأمطار، مما يجعل كثافة الأشجار تتفاوت بين الشمال والجنوب؛ حيث تصل إلى 130 شجرة في الشمال بينما تنخفض إلى 17 شجرة في الجنوب.


حاجيات شجرة الزيتون لزراعتها الحالية

تعد شجرة الزيتون من النباتات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمناخ المتوسطي، حيث تشكل 98% من المزروعات الزيتونية في مناطق البحر الأبيض المتوسط وشرق الأوسط، بما في ذلك فلسطين وسوريا ولبنان.

تتواجد شجرة الزيتون في المناطق التي لا تقل فيها كميات الأمطار السنوية عن 400 مم، وتزدهر في المناطق التي تتراوح فيها الأمطار حول 800 مم أو حيث تتجمع مياه الأمطار. هذه الشجرة قادرة على التأقلم مع مختلف الظروف المناخية، حيث يمكن أن تتواجد في مناطق تتراوح كمية الأمطار فيها بين 200 مم و1500 مم.

 النظام المائي:

تفضل شجرة الزيتون الأمطار الوفيرة في فصلي الخريف والربيع، بينما تكون الأمطار نادرة أو منعدمة في الصيف. هذا التفاوت في كميات الأمطار يتسبب في مشاكل مثل التربة الجافة أو الانجراف المائي، ما يستدعي استخدام تقنيات المحافظة على الماء أو الري التكميلي عند الحاجة. يعتمد المزارعون على الأنظمة التقليدية مثل الحواجز الترابية والطوابي لتجميع مياه السيلان.

احتياجات شجرة الزيتون للنمو..الأمثل


النظام الحراري:

تحب شجرة الزيتون الفارق الحراري بين الليل والنهار. تحتاج الشجرة إلى درجات حرارة منخفضة لفترة محددة خلال الشتاء لتعزيز دورة الإزهار والإثمار. درجات الحرارة المثالية لنمو الزيتون تتراوح بين 12 و18 درجة مئوية، بينما يتوقف النمو عندما تتجاوز الحرارة 35 درجة مئوية، وتتعرض الأشجار للأضرار عند بلوغ الحرارة 45 درجة.

 العوامل المناخية الأخرى:

  • الشمس: تلعب الشمس دورًا مهمًا في عملية التمثيل الضوئي ونضج الثمار، مما يزيد من حاجتها إلى المياه لمقاومة التبخر.
  • الرياح: الرياح الحارة مثل الشهيلي تؤدي إلى جفاف الأوراق والأزهار وتساقط الثمار.
  • البرودة: البرودة الشديدة تؤدي إلى جرح وتساقط الثمار، مما يجعلها عرضة للأمراض البكتيرية.

 التربة:

تتطلب شجرة الزيتون تربة خصبة ذات تركيبة متوازنة بين الرمل والطمأ والطين. ينبغي أن يكون عمق التربة أكثر من متر مع هيكل جيد يسمح للجذور بالنمو واستغلال المياه. يجب أن تتراوح نسبة الكلس الفاعل في التربة بين 30-40%، مع تجنب الأراضي الجبسية أو الملوحة العالية. كما تفضل الزيتونة الأراضي ذات الرقم الهيدروجيني بين 7 و8.5.

في الختام، شجرة الزيتون تحتاج إلى تربة جيدة التصريف ومناخ مناسب مع تقنيات ري فعالة لضمان تحقيق إنتاجية عالية وجودة ممتازة.






أحدث أقدم