زمن الرويبضة: عندما تصبح التفاهة طريقًا للشهرة والمال TIKTOK

 

زمن الرويبضة: عندما تصبح التفاهة طريقًا للشهرة والمال

زمن الرويبضة أصبح حقيقة واقعة، حيث صار الرشق الإلكتروني والتسول في البث المباشر باب رزق مشروعًا، ووسيلة سهلة لجني الأموال تحت شعار "رزق من عند ربي". تحول العالم الرقمي إلى منصة للتفاهة، حيث صار الناس يتسابقون لرفع نسب المشاهدة بأي طريقة، حتى لو كان ذلك على حساب القيم والأخلاق.


الشطيح، السفاهة، الكفر، الكلام الزائد، جلب أعراض الناس، والتعري أصبح يُعتبر "حرية شخصية"، في حين أن الهدف الحقيقي هو المال السهل والشهرة السريعة. نشهد اليوم جيلاً يفتقد للتمييز بين الصواب والخطأ، حيث تتحول المهام النبيلة كالعمل والدراسة إلى مجرد وسيلة لجذب الانتباه عبر محتويات فارغة أو مسيئة.


باتت صفة "صانع محتوى" تُمنح لكل من يظهر في مقاطع فيديو بغض النظر عن قيمتها أو رسالتها. المغنون، الراقصون، والمتحذلقون بأقوالهم وأفعالهم باتوا يتصدرون المشهد، مزيحين حلم الشباب ليصبحوا أطباء أو محامين، نحو رغبة زائفة في أن يكونوا "مؤثرين" أو "تيكتوكوز".


المبادئ والقيم الأخلاقية غابت، والعمل الشريف الذي كان مصدر فخر، أصبح مجرد استثناء. تيك توك ومنصات التواصل حولت المخاخ إلى روبوتات مبرمجة، تقتات على التفاهة وقلة الحياء، بينما جيل كامل ينهار تحت وطأة هذا العبث. حتى المهنيين المحترمين كالأطباء والمحامين انجرفوا نحو هذا التيار في مشهد يبعث على الأسى.


هذا العصر ليس فقط زمن الترفيه الساذج، بل هو وسيلة لضرب المبادئ والقيم، وجعل كل شيء مباحًا باسم "الحرية الشخصية" و"المحتوى". وختامًا، يمكننا القول بمرارة: "أهلًا بكم في زمن الرويبضة".








Post a Comment

أحدث أقدم