عاجل/ آخر مستجدات عمليات البحث عن طفلة الثلاث سنوات المفقودة بشاطئ قليبية

 

قليبية تُناشد: البحث متواصل عن الطفلة المفقودة في البحر وسط صدمة وقلق شعبي

 مأساة جديدة تُضاف إلى صيف 2025: طفلة تختفي في عرض البحر بشاطئ قليبية

في مشهدٍ مؤلم لا تزال أصداؤه تهزّ الرأي العام التونسي، تواصل وحدات الحماية المدنية لليوم الثاني على التوالي عمليات البحث عن طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات فُقدت في البحر قبالة سواحل شاطئ قليبية بولاية نابل.

وبحسب مصادر محلية، كانت الطفلة برفقة عائلتها التي جاءت للاستجمام كغيرها من مئات العائلات، لكن في لحظة غفلة، ابتعدت الطفلة عن مرافقيها لتختفي فجأة تحت أمواج البحر، وسط تيارات مائية قوية ورياح شرقية عاتية فاقمت من صعوبة عمليات البحث.


 تفاصيل عمليات الإنقاذ والبحث: سباق مع الزمن

منذ لحظة الإبلاغ، تحرّكت على الفور فرق الإنقاذ التابعة للحماية المدنية، مدعومة بعدد من السباحين المنقذين والغواصين المختصين، الذين انطلقوا في عملية تمشيط دقيقة لمحيط الشاطئ.

ورغم المجهودات المبذولة، فإن طبيعة المنطقة—التي توصف بـ"الخطرة" نظرًا لغياب الرقابة ووجود تيارات تحتية عنيفة—صعّبت من وتيرة البحث. كما استعانت الوحدات الأمنية بطائرات دون طيار لمراقبة السطح، بالإضافة إلى زوارق بحرية تمشط المكان على مدار الساعة.

وقد تم إعلام النيابة العمومية وفتح تحقيق في الحادثة، فيما تتواصل جهود وحدات الحرس البحري بالتنسيق مع المتطوعين من المواطنين.


 دروس وعبر: متى نتوقف عن تجاهل التحذيرات؟

هذه الحادثة ليست الأولى هذا الصيف، ولن تكون الأخيرة ما لم يتم احترام قواعد السلامة، خصوصًا أن العديد من العائلات تفضل السباحة في شواطئ غير محروسة بحجة "الخصوصية" أو "الهدوء"، متجاهلين أن هذه الأماكن غير آمنة ولا تحتوي على تجهيزات إنقاذ فورية.

وفي هذا السياق، أفاد أحد السباحين المنقذين أنّ “أغلب حالات الغرق تحدث في مناطق غير محروسة، ولا توجد بها إشارات خطر واضحة أو سباحون منقذون. ورغم التحذيرات المتكرّرة، ما زال البعض يغامر بحياته وحياة أطفاله”.


 أرقام مقلقة: هل أصبح الغرق وباء الصيف؟

تُشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ الغرق يُعدّ أحد الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال والشباب في العالم، ويُسجّل سنويًا أكثر من 240 ألف وفاة حول العالم، منها الآلاف في منطقة المتوسط، بما فيها تونس.

في تونس وحدها، وخلال الأسبوع الأخير فقط، تم تسجيل ما لا يقل عن 6 حالات غرق، أغلبها في شواطئ غير خاضعة للرقابة.


 دعوة عاجلة من وزارة الداخلية

أصدرت وزارة الداخلية بلاغًا دعت فيه المواطنين إلى:

  • الالتزام التام بتوصيات الحماية المدنية.

  • تجنب السباحة في الأماكن الخطرة.

  • مراقبة الأطفال بشكل دائم.

  • التبليغ الفوري عن أي حالة فقدان أو خطر.

كما نوهت الوزارة بأنّ فرق الإنقاذ لا يمكنها التواجد في كل الشواطئ غير المرخّص بها، وأنّ السلامة تبدأ من وعي المواطن.


  البحر ليس للتهوّر

ما حدث في قليبية يجب أن يكون درسًا لنا جميعًا: لا تترك طفلك يواجه البحر وحده. ففي لحظة واحدة، قد يتحوّل الضحك إلى بكاء، والاستجمام إلى مأساة وطنية.


تعليقات