الـنـادي الإفـريـقـي.. شـواهـد الـديـمـوغـرافـيــا. . وحــقــائــق الـتـاريــخ...والـجـغــرافــيـــا...

الـنـادي الإفـريـقـي.. شـواهـد الـديـمـوغـرافـيــا. . وحــقــائــق الـتـاريــخ...والـجـغــرافــيـــا...
الـنـادي الإفـريـقـي..
مـا أجـمـلـه فـي الأعـلام والأسـمـاء إسـمـا يـسـبـق كـل الأعـلام وكـل الألـقـاب وكـل الأسـمـاء..
ومـا أعـمـقــه فـي الـمـضـمـون..ومـا أثــراه فـي الـدلالـــة والـجــوهـــر...
ومـا أشــد اكـتـنــازه بالـمـعـانـي الـفـائـضــة عـلـى الـتـاريـخ والـجـغـرافـيــا : عـلـى الـتـاريـخ وقـد كـان فـيـه الإفـريـقـي عـلامـة مـضـيـئـة مـن عـلامـات الـكـفــاح الـوطـنـي ضـد الـمـحـتـل ، وعـلـى الـجـغـرافـيـا إذ الإفـريـقـي انـطـلـق مـن حـي حـضـري عـريـق فـي مـديـنـة تـونـس ، لـيـنـفـتـح عـلـى قــارة بـحـالـهـا يـلـتـقـي عـنـد يـابـسـتـهـا ومـيـاهـهـا الـمـحـيـطـة بـهـا ، شــرقُ الـمـعـمـورة وغـربُـهـا وشـمـالُـهـا وجـنـوبُـهــا...
الـنـادي الإفـريـقـي.. شـواهـد الـديـمـوغـرافـيــا. . وحــقــائــق الـتـاريــخ...والـجـغــرافــيـــا...
عـمــقٌ تــاريــخــيٌ..وامــ تــدادٌ جـغـرافــيٌ..ومــــد ٌ جــمــاهــيــريٌ...

لـيـس هــذا امـتـداحـًـا فـارغــًا..أو ثـنـاءً زائــفــًـا للـغـالـيــة...فـهـي بـكـل تـأكـيــد لـيـسـت مـن "الـغـوانـي يـغـرهــن الـثـنـاء"..بـل إن هـذا الـقـول يـصـيـب عـمـق الـحـقـيـقـة وكـبــد الـتـاريــخ...كـيـف لا والـكـل يـشـهـد بالـحـالـة الـفـريـدة لـ"جـمـاهـيـريـة" النـادي الإفـريـقـي وبـ "الـتـعـلـق الـمـجـنـون" لأحـبـائـه بـه عـبـر الـسـنـيـن..وبـتـجـا وز هـذا الـتـعـلـق لـحـدود الأعـمـار والأجـيـال والـفـئـات والـجـهــات...

ولا شـك أن اجـتـمـاع هـذا العـمـق الـتـاريـخـي إلـى الـمـدى الـجـغـرافـي إلـى الـمـد الـشـعـبـي ، يـجـعـل نـاديـنـا أبـعـد عـن مـجـرد فـريـق مـمـارس للـريـاضـة ومـؤطــر للـشـبـاب ومـنـافـس عـلـى الألـقـاب ، وأقــرب مـا يـكــون إلـى الـظـاهــرة أو بالـعـبـارة الـتـي يـحـبـهـا صـديـقـنـا مـروان غـاطـوســو IL FENOMENO ...
ولا شــك أيـضـا فـي أن كـثـيـرا مـن الألـقـاب الـتـي سُـرقــت ، وكـثـيـرا آخــر مـن الـحـمـلات الـتـي اسـتـهـدفـت وتـسـتـهـدف الـنـادي فـي هـيـاكـل الـلـعـبـة وفـي الـوسـط الإعـلامــي ، يُـفَــسَّــرُ بـهـذا الـغـيـظ الـذي لا يـسـتـطـيـع خـصـومـنـا فـي كـثـيـر مـن الأحـيـان كـتـمـانـه فـي صـدورهـم...فـكـيـف لـهـم بـنـبـذه والـتـخـلـص مـنـه..لـيـتـعـامـلـ وا مـع هـذه الـسـمـة الـمـيـزة لـنـاديـنـا كــواقــع راســخ لا يـمـكـن الـتـعـالـي عـلـيـه..وحـقـيـقــة مـوضـوعـيـة لا سـبـيـل لـنـكـرانـهــا..؟!

ولـعـل مـن أدل الـشـواهـد عـلـى مـا نـقـول ، مـا تـردد فـي المـوسـم الـفـارط ونُــقِــل عـن رئـيـس الـنـجـم الـسـاحـلـي ، مـن أن فـريـقـه يـمـثـل جـهـة كـامـلــة مـن الـبـلاد فـي حـيـن أن الإفـريـقـي وجــاره الـتـرجـي لا يـزيـد كـلاهـمـا عـن "حــومــة"...
وحـتـى إذا كـان هـذا الـقـول مـنـحـولا أو مـلـفَــقـًــا أو مُـحَـرَّفـًـا كـلـه أو بـعـضـه ، فـإنـه يـنـطـوي عـلـى دلالات مـهـمـة جــدا..لـيـس أقــلـهـا ذلـك الـغـيـظ الـمـكـتـوم فـي صـدره وصـدور أمـثـالـه مـن الـذيـن نـحـلـوه الـقـول ونـسـبـوه لـه...

بــــــاب الــجــديـــد مُــــشَــــرّعٌ عــلــى مــلــيــون بــــاب وبــــاب...

ولا تـنـتـهـي مـشـكـلـة "الـفـيـنـومـيـنـو" الأبـيـض والأحـمـر عـنـد هـؤلاء الـخـصـوم المـغـتـاظيـن إلـى حـد فـقـدان صـوابـهـم فـي كـثـيـر مـن الـمـواقـف...بـل هـي تَـحْـدُث مـع سـواهـم مـن "بـعـض" عـائـلـتـنـا الإفـريـقـيـة..أي نــعــم..ولْـتَـكـنْ لـديـنـا الـشـجـاعـة والـنـزاهـة للإقــرار بـهـذه الـحـقـيـقـة...
فـبَـيْـن "بـعـض" كـبــار الـنـادي وحـكـمـائـه ومـسـؤولـيـه الـمـتـوسـطـيـن والـصـغـار ، وبـيـن "مـجـمـوعـة" قـلـيـلـة مـن أحـبـائـه ، قــطــاعٌ يـدافـع عـلـى "بــاب جـديـديــة" الـنـادي الإفـريـقـي مـعـتـبـريـن ذلـك عـنـوانـا للـنـقــاء وأصـالــة الـمـعــدن..

ألـم يــات زمــن عـلـى النـادي رُمِــيَ فـيـه ، مِـن عـلـى مـنـبـر الـجـلـسـة الـعـامــة ، الـسـيـد فـريـد عـبـاس وهـو الـقـادم مـن ضـاحـيـة قـريـبـة مـن بـاب الـجـديـد ، بـأنـه parachuté وأنـه مـن "الـشـوائـب" الـتـي لا يـقـبـلـهـا إنـاؤنـا الـصـافـي..؟؟
وإذا كـان لا أحـد مـنـا يـشـكـك أو يـســاوم عـلـى نـقــاوة الأصـل..وعـلـى الـرمـزيـة الـخـالـدة الـتـي يـحـظـى بـهـا مـنـشـأ الـنـادي وهـو بـاب الـجـديــد ، فـإنـه وبالـمِـثْــلِ ، لا أحــد يـجـب أن يـقـبـل انـحـســار جـمـعـيـتـنـا فـي ذلـك الـفـضــاء الـضـيـق وغـلـق الـبـاب عـلـى مـا يـمـتـد أمـامـهـا جـغـرافـيـا وجـمـاهـيـريــا مـن مـلايـيـن الأمـيــال والـبـشــر...

لـقـد حــان الـوقـت لـنـضَــعَ وراءنــا هـذه الـعـقـلـيـة الـتـمـيـيـزيــة الـبـائــدة...وهـذا الـتـصـنـيـف المـعـيــاري لـجـمـهـورنـا ومـسـؤولـيـنـا بـيـن "بـلـدي" و"جـبـري"..و"أصـيـل" و"مـسـقَـط"...فـلـمْ يـكــن بــاب الـجـديــد بــابـًـا جـديــدًا إلاّ لـيُـشَــرّع عـلـى مـلـيـون بـاب وبــاب ..
ولـمْ يـكـن الإفـريـقـي لـيـرفـض "فـيـزا" الـمـسـتـعـمِــر ، ويـنـتـظـر حــوْلاً كـامـلا لـيـعـلـن عـن نـفـسـه بـألـوان وطـنـيـة ورئـيـس تـونـسـي لـحـمـًا ودمـًـا ، إلاّ لأنـه وُلِــدَ مـن رحِــم الـوطــن الـحُـرّ ، ولأنـه مـن لـحـظـة الـمـيـلاد كــان مِـلْـكـًـا لـتـونـس كـلـهـا..بـل ولـمـئـات الآلاف مـن أشـقـائـنـا بالـسـودان ومـصـر ولـيـبـيـا والـمـغـرب والـجـزائــر والـخـلـيـج الـعـربـي...ولـمـئـا ت الألـوف الأخـرى مـن مـواطـنـيـنـا الـتونـسـيـيـن الـنـشـطـيـن بـإفـريـقـيـا الـسـوداء وشـرقـي آسـيـا وأمـريـكـا الـجـنـوبـيـة أو الـعـامـلـيـن والـمـقـيـمـيـن بـأروبــا وكـنـدا والـولايـات الـمـتـحــدة...

إنـــهــا حـــقـــيـــقـــة... ولـــيـــســت مـــــجـــــازًا ...

ذلـك هـو الـنـادي الإفـريـقـي..
ذلـك هـو "الـفـيـنـومـيـنـو"..
تـلـك هـي الـغـالـيــة..
ولـم تـكــن أغـنـيـة "الإفريـقـي 10 مـلايـن حـبـيـنـاهـا" مِـن الـمـجــاز فـي شـيء..بـل هـي أغـنـيــة ، كـلـمـاتـهـا مـطـابـقــة تـمـامـًـا لـحـقـيـقـة نـاديـنـا الـديـمـوغـرافـيـة.. والـتـاريـخـيــة...
ولا عـــزاء لـمَــن لا عـــزاء لـــه !

عـبـدالـلـطـيـف/غـمـراســن