عنصر داعشي يكشف سبب قسوة دواعش تونس ..




حدّث أبو لبابة التونسي في سلسة مقالات حول “أسباب انتشار الغلو في شباب تونس”، و”لماذا شباب تونس هم أكثر الغلاة في صفوف تنظيم الدولة؟”، نشرت على شبكة الانترنت، وقال أن منبع الغلو والانحراف العقائديّ أرض القيروان وأصبحت منبعا لتصدير الغلاة إلى الجبهات كجبهة الشام والعراق وليبيا رغم أنها كانت في زمنٍ ما يُشار إليها بقوة رجالها وإقدامهم على التضحية في سبيل الله .

وحسب كاتب المقال فإنه ليس كلّ رجالها الذين هاجروا إلى ساحات النزال كانوا غلاة وخوارج  بل منهم من رسموا بدمائهم الزكيّة طريقا لنصرة الإسلام ، ولكن الطامّة الكبرى أن أغلب المهاجرين منها كانوا غلاة أفسدوا كثيرا من الساحات لأسباب عديدة.
وأوضح في مقاله أن قليل من تحدّث عن أسباب وعوامل هذا الانحراف  ومن تحدث فيه ذكر بعض الأسباب كالجهل وضغط الطواغيت على الشباب والتصحر الديني في البلاد والكثير من المشايخ و طلبة العلم في تونس تجاهلوا هذا الأمر لأسباب عديدة من بينها، الخوف من تطاول الشباب عليهم وعدم إظهار التشرذم الحاصل وإبقاء هذا الخلال داخل التيّار ومحاولة الإصلاح في الخفاء دون الجهر بذلك .

وفي حديثه عن أسباب هذا الانحراف ومن كان يقف وراءه ، قال أنه وبعد الثورة تعرض الجهاز الأمني في تونس إلى ضعف شديد ممّا أدّى إلى فقدان السيطرة وعدم القدرة على منع ما يراه مخالفا  لقانونه أو سياسته التي يسير عليها ، وسعى إلى إرجاع هيبته بطريقة ممنهجة وبتدرج خبيث وبقِيَ جهازه الإستخبراتي يعمل في الخفاء يدرس تحركات التيار الجهادي ونقاط الضعف والأدوات والأساليب الناجحة في ضربه والقضاء عليه، وأنه من بين الأساليب التي سعى إليها في تلك الفترة ، السماح بدخول بعض المشايخ والعلماء ومنع الآخرين فقد  سُمِحَ في البداية بدخول مشايخ التراجعات كأمثال أبي حفص المغربي و محمد الفزازي ، رغم أنّ الثاني كان ممنوعا من الدخول ومع هذا سُمِحَ له بذلك وأحدث بلبلة في صفوف التيار الجهادي وذلك بكذبه ونفييه أنه تراجع وأن ما فعله هو من باب التقيّة  وقد تصدّى له الشيخ أبو عياض وبيّن كذبه وبهتانه وحذّر منه  .

كما سُمِحَ بدخول الشيخ أبي بصير الطرطوسي وكان دخوله مفاجئاً لشباب التيار الجهادي  وتسبب في بلبلة كبيرة في صفوف التيار وكان يحذّر من مشروع أنصار الشريعة ومن قائدها أبي عياض ، وسعتْ حركة النهضة الى دعوة بعض المشايخ والعلماء الذين عُرِفَ عنهم الميل للإخوان المسلمين ولتيار السروري لتأثير على شباب التيار ، ودعت محمد حسن ولد دادو ومحمد موسى الشريف وسعد البريك وعائض القرني وغيرهم ، وكانت الغاية من مجئيهم إلى تونس في ذلك الوقت التأثير على الشباب لكي يشارك في الإنتخابات ونشر فكر السرورية ، وباءت هذه المحاولة بالفشل.

وفي فترة المواجهة الشرسة بين الإسلاميين والعلمانيين ، سعت حركة النهضة الى إستدعاء بعض المشايخ و الدعاة لضرب التيار العلماني المتطرف  فدعت كل من الشيخ وجدي غنيم و الشيخ نبيل العوضي والشيخ محمد العريفي ومحمد حسان وغيرهم ، وكان النجاح هنا نسبيّاً في ضرب التيار العلماني فقط .

وسمح الجهاز الأمني بترك الشيخ أحمد بن عمر الحازمي دخول تونس مرات عديدة والتي بلغت خمسة مرات تقريبا  وفي كل مرة يبقى أسبوعين أو أكثر يلقي فيها دورات علمية في العاصمة ومرة في الجنوب وكان كثير الحديث عن مسائل الكفر والإيمان و تسبب في إنتشار الغلو في صفوف التيار الجهادي وإحداث فرقة بين أبناءه ،و كلّ هذه المحاولات باءت بالفشل إلا محاولة الشيخ أحمد بن عمر الحازمي الذي نجح في نشر الغلو في صفوف التيار ، ومنع الطغاة من دخول بعض المشايخ الذين عُرِفَ عنهم التحذير من الغلو ونصرة المجاهدين والبراءة من الحكام والديمقراطية كأمثال الشيخ المحدث أبي عبد الله الصادق السوداني والشيخ عمر الحدوشي والشيخ حسن الكتّاني والشيخ أحمد نقيب وغيرهم ..

وأضاف أبو لبابة التونسي  أن موقع صدى الإلكتروني ذات التوجه الثوريّ الإسلامي نشر وثيقة سُرِبتْ من وزارة الداخلية تتحدث عن أساليب ومخططات وأهداف وأدوات لضرب التيار الجهادي ومن أبرزها إثارة المسائل الخلافية بين شباب هذا التيار.