يعود الزيتون ( Olea europaea L. ) إلى العائلة الزيتونية Oleaceae و التي تضم العديد من الاجناس المهمة كنباتات زينة منها جنس الياسمين و الرازقي ( الفل ) Jasminum spp. و جنس الدردار ( لسان الطير ) Fraxinus spp. و غيرها .
وجد الزيتون ينمو بصورة برية في اقطار عديدة ضمن رقعة جغرافية واسعة تمتد من اقليم البنجاب حتى المغرب و على جانبي البحر المتوسط ، و قد زرع ما قبل التاريخ في اسيا و ادخلت زراعته إلى جميع دول البحر المتوسط من قبل الفينيقيين و الاغريق و الرومان ، اما في العراق فقد زرع الزيتون منذ ازمان بعيدة ترجع إلى زمن الاشوريين .
تعيش شجرة الزيتون لفترات طويلة جدا فقد وجدت اشجار زيتون في القدس يقدر عمرها بــ 2000 سنة أي منذ زمن السيد المسيح و هناك اشجار زيتون في مناطق أخرى يقدر عمرها باكثر من ذلك بكثير .
ينحصر معظم الانتاج التجاري للزيتون بين خطي عرض 30 – 45 ددرجة شمال خط الاستواء ( توجد حوالي 98 % من اشجار الزيتون في العالم ) باستثناء المناطق التي تنخفض فيها درجات الحرارة دون 10 مo تحت الصفر ( و هي الدرجة المميتة للزيتون ) ، و في المناطق القريبة من خط الاستواء تنمو الأشجار خضريا بشكل جيد و لكن إنتاج الثمار فيها يكاد يكون معدوما .
نباتات الزيتون عبارة عن اشجار دائمة الخضرة اوراقها جلدية سميكة و ترتفع الأشجار إلى حوالي 3 – 4 م ، و قد يصل ارتفاعها إلى 20 م اعتمادا على الصنف و الظروف البيئية ، و للزيتون القابلية على العيش لمدة طويلة قد تزيد على 1000 عام و خشب الزيتون من النوع المقاوم للتحلل ، و اذا ماتت القمة فيمكن ان ينمو جذع جديد من الجذور . الشجرة عادة ذات جذور سطحية نسبيا حتى في الترب العميقة ، و الاوراق سميكة تبقى على الشجرة لمدة 2 – 3 سنوات و تسقط غالبا في الربيع بعد تكون نموات الموسم الجديد .
يبلغ الانتاج العالمي من الزيتون حسب احصائية منظمة الغذاء و الزراعة الدولية لعام 2010 م حوالي 20578186 طن مزروعة على مساحة تقدر بحوالي 9389623 هكتار و تحتل اسبانيا المرتبة الاولى عالميا في الانتاج اذ تنتج حوالي 8 مليون طن و هو مايشكل حوالي 39 % من الانتاج العالمي تليها ايطاليا التي تنتج حوالي 3170 مليون طن فاليونان ثم المغرب فتركيا .
اما على صعيد الوطن العربي فتحتل المغرب المركز الأول عربيا حيث تنتج حوالي 1.483 مليون طن تليها سوريا ثم تونس .
و في العراق يبلغ عدد اشجار الزيتون حوالي 250 الف شجرة تحتل محافظة نينوى المرتبة الاولى ( حوالي 65 الف شجرة ) ، تليها محافظة بغداد ( حوالي 25 الف شجرة ) ، و البقية موزعة على محافظات القطر الأخرى .
تتمثل الاهمية الاقتصادية للزيتون اساسا في استخراج الزيت من الثمار ، و في التخليل الاسود و الاخضر ، و كذلك كزيت للطهي و في صناعة الصابون ، فضلا عن استخدام بقايا الثمار كعلف للماشية ، و يستعمل خشب الزيتون في صناعة الاثاث لكونه صلب و مضغوط ، كما تزرع الأشجار نفسها كمصد رياح مثمر .
الظروف البيئية : و تشمل :-
1 – درجات الحرارة :- تنتشر زراعة الزيتون في العالم بين خطي عرض 30 – 45 درجة شمال و جنوب خط الاستواء ( 98 % منها شمال خط الاستواء ) ، و لا تتحمل الأشجار انخفاض درجات الحرارة دون 10 مo تحت الصفر ، أي انها تتحمل انخفاض درجات الحرارة اكثر من معظم الفاكهة مستديمة الخضرة الأخرى ، اما بالنسبة لارتفاع درجات الحرارة فيمكن لاشجار الزيتون ان تتحمل ارتفاع درجات الحرارة إلى اكثر من 50 مo و في هذه الحالة تعمل الاوراق على حماية الثمار من تاثير درجات الحرارة المرتفعة ، و تتاثر نسبة الزيت في الثمار تبعا لدرجات الحرارة ، فنجد ان نسبة الزيت في الثمار تقل بانخفاض درجات الحرارة و قلة توفر اشعة الشمس ، و على العكس من ذلك فان الصيف الطويل المشمس يؤدي إلى زيادة نسبة الزيت في الثمار .
وجد ان الزيتون يحتاج إلى توفر حد ادنى من درجات الحرارة المنخفضة خلال فصلي الخريف و الشتاء ( يشبه في ذلك الفاكهة متساقطة الاوراق ) لغرض حدوث عملية تكشف البراعم و تحولها من خضرية إلى زهرية ، و ان عدم توفر الحد الادنى من هذه المتطلبات يؤدي إلى ان تنمو الشجرة خضريا و لا تعطي حاصل ، و هذا ما يفسر نمو اشجار الزيتون خضريا بقوة في المناطق الاستوائية و قلة اثمارها ، كما وجد ان عدد العناقيد الزهرية ( النورات ) المتكونة على الشجرة يتناسب طرديا مع كمية و عدد ساعات البرودة ( التي تقل فيها درجات الحرارة عن 10 مo ) التي توفرت للنبات خلال فصلي الخريف و الشتاء . تختلف حاجة اشجار الزيتون إلى البرودة باختلاف الاصناف ، فهناك أصناف معينة تحتاج إلى عدد من ساعات البرودة لا يتجاوز 100 ساعة ، في حين تصل احتياجات بعض الاصناف التجارية مثل Ascolano و Manzanillo إلى حوالي 1300 – 2000 ساعة برودة . ان تاثير درجات الحرارة المنخفضة خلال الخريف و الشتاء على عملية التزهير في الزيتون يحتمل ان يكون من خلال عملها على قلب التوازن بين الجبرلينات الداخلية و معيقات نمو معينة بضمنها حامض الابسيسك ABA .
2 – الرياح :- ينحصر التاثير الضار للرياح ( الجافة منها بشكل خاص ) خلال فترة التزهير في تساقط الكثير من الأزهار و التقليل من نسبة عقد الثمار بمنعها عملية الاخصاب ، بينما تؤدي الرياح الساخنة المصحوبة بقلة الرطوبة الجوية إلى تساقط العديد من الثمار حديثة العقد ، بينما تؤدي الرياح الجافة صيفا و المصحوبة بقلة الرطوبة الارضية إلى فقدان قسم من رطوبة الثمار مما يؤدي إلى تجعدها ، فضلا عن التاثير الميكانيكي لهذه الرياح و المتمثل في حدوث جروح لبعض الثمار مما يؤدي إلى تلفها و كذلك تكسر بعض الأفرع ( وان كانت فروع الزيتون لا تتكسر بسهولة ) .
3 – الرطوبة الجوية : - تؤدي زيادة الرطوبة الجوية خاصة اثناء التزهير إلى فشل عملية التلقيح مما يؤدي إلى قلة نسبة العقد ، كما تؤدي هذه الزيادة إلى توفير بيئة ملائمة لانتشار الكثير من الامراض مما يؤثر في جودة المحصول .
التربة :
ينمو الزيتون في مدى واسع من الترب و الظروف و بضمنها الترب الحامضية و القلوية الا ان نموه يكون افضل في الترب الحامضية التي تميل إلى التعادل ( pH = 6 – 7 ) و قد وجد في كاليفورنيا ان الأشجار النامية في ترب بها طبقة صماء اعطت محصولا افضل من تلك النامية في ارض عميقة خصبة لان الاخيرة اعطت نموا خضريا غزيرا على حساب النمو الثمري ، و يعد الزيتون من النباتات المتحملة للملوحة و يمكنه البقاء في ترب منخفضة الرطوبة لفترة طويلة بينما تعد الأشجار حساسة لزيادة الرطوبة الارضية و تموت النباتات اذا بقي الماء حول الجذور لفترة طويلة . تتضرر شجرة الزيتون بوجود بعض أنواع الاملاح في التربة ، و الملح الاكثر ضررا على النبات هو الكلوريد Cl اذ ان ضرره اكبر بكثير من الكبريتات ، كما ان الأشجار يمكن ان تتضرر بشكل كبير بوجود كميات قليلة من ملح كربونات الصوديوم .
التزهير و التلقيح في الزيتون :
تزهر اشجار الزيتون خلال الفترة من النصف الثاني من اذار و حتى نهاية مايس اعتمادا على الصنف و الظروف البيئية و بشكل عام يحدث التزهير بعد حوالي 8 اسابيع من ظهور أول دليل على تكون الأزهار ، و تتكون الأزهار عادة في نورات زهرية تنشا من اباط الاوراق المتقابلة على نموات عمرها سنة واحدة ، و بالرغم من ان الاوراق تعمر لاكثر من سنة واحدة فان عناقيد الأزهار لا تنشا من ابط ورقة احتوت على عنقود زهري في السنة الماضية . ان تحفيز تكون الأزهار يتسبب بواسطة البرودة التي يجب ان يتعرض لها النبات خلال فصلي الخريف و الشتاء السابقين ، اذ وجد ان اثمار اشجار الزيتون لا يكون جيدا ما لم تتعرض النباتات لدرجات حرارة تقل عن 10 مo لمدة تختلف باختلاف الاصناف ، كما وجد بعض الباحثين ان النسبة بين الأزهار المذكرة و المؤنثة له علاقة مباشرة و متناسبة مع كمية البرودة المتوفرة خلال الشتاء و لكن نمو البراعم الخضرية لا يتاثر بذلك .
الأزهار في الزيتون على نوعين ذكرية Male Flower و تامة Perfect و تختلف نسبة كل منهما إلى الأخرى باختلاف الصنف و العوامل البيئية و الحالة التغذوية للاشجار و عادة تنشا الأزهار الذكرية نتيجة اختزال أو فشل المدقة في التطور ، ولا يزال سبب اختزال المبيض في الأزهار المذكرة مجهولا و ربما كان السبب غذائيا أو متعلقا بالهرمونات ، و عادة لا يؤثر ارتفاع نسبة المبايض المجهضة في الشجرة على كمية الثمار العاقدة و ذلك بسبب الاعداد الهائلة من الأزهار التي تنتجها الأشجار سنويا ، الا اذا كان اختزال أو اجهاض المبايض ناشئا عن الظروف البيئية غير المناسبة . يتالف العنقود الزهري في الزيتون ( نورة عنقودية مركبة ) من 8 – 25 زهرة تخرج من اباط الاوراق المتقابلة على نموات عمرها سنة واحدة ، و تتكون الزهرة الكاملة ( الخنثى ) من كاس يتكون من 4 اوراق كاسية ملتحمة و تويج انبوبي الشكل ناتج عن التحام الاوراق التويجية الاربعة و يوجد في اعلاه اربعة اسنان تدل على عدد البتلات ، إلى الداخل منها توجد سداتين ( عضو التذكير ) و يحتل المركز مبيض لونه ابيض رصاصي يعلوه قلم قصير و سميك ينتهي بميسم عريض ، في حين تتكون الزهرة المذكرة من المحيطات الثلاثة الاولى و يختزل فيها المبيض ، و المبيض يتكون من حجرتين في كل منها يوجد بويضتين و تتلقح و تنمو بويضة واحدة لتكون الجنين فيما تختفي البويضات الثلاثة الأخرى .
التلقيح في الزيتون :
تتميز زهرة الزيتون بكونها خالية من الغدد و لها رائحة خاصة و تتميز الأزهار بكون حبوب لقاحها تنضج و تنشق المتوك فيها قبل تفتح الأزهار في حين لا تنضج المياسم الا بعد تفتح الأزهار ، أي ان اعضاء التذكير في الزيتون تنضج قبل اعضاء التانيث Protandrous . تكون حبوب لقاح الزيتون صغيرة و جافة و تنتج باعداد هائلة مما يشجع التلقيح بالرياح رغم انه يحدث في بعض الحالات تلقيح بواسطة النحل . تتميز حبوب لقاح الزيتون بكونها تسبب حساسية شديدة للجهاز التنفسي للاشخاص و لذلك نجد انه في مدينة Tucson التابعة لولاية اريزونا الامريكية قد شرع قانون خاص بالمدبنة يحضر زراعة أصناف الزيتون التي تعطي كميات كبيرة من حبوب اللقاح .
التلقيح في الزيتون يكون ذاتيا في الغالب و ان كان حدوث التلقيح الخلطي يزيد من كمية الحاصل ، و هناك بعض أصناف الزيتون التي تعاني من ظاهرة العقم الذاتي الجزئي مثل الصنف Leccino في حين يعد الصنف Frantoio خصب ذاتيا و تجنبا لوجود ظاهرة العقم الذاتي و لان وجود اكثر من صنف و حدوث التلقيح الخلطي يزيد من كمية الحاصل ينصح بزراعة اكثر من صنف واحد في البستان على ان تكون خطوط الزراعة بصورة متبادلة ضمانا للحصول على تلقيح فعال و بالتالي على حاصل اقتصادي .
عقد الثمار و العوامل المؤثرة فيه :
قد تفشل اشجار الزيتون في إعطاء حاصل جيد من الثمار حتى لو تم العناية بالاشجار بشكل كبير بحيث تعطي نموا خضريا جيدا و يعزى ذلك إلى ظاهرة تبادل الحمل ( المعاومة Alternate Bearing ) و هي إعطاء حاصل غزير في احدى السنين مما يؤدي إلى استنزاف الأشجار لمخزونها من المواد الغذائية مما يؤدي إلى إعطاء حاصل قليل أو معدوم في السنة التالية نتيجة لهذا الاستهلاك ، و تعد الفترة من شباط حتى بداية تموز مهمة جدا في تحديد محصول الأشجار اذ يستخدم مخزون الأشجار من المواد الغذائية خلال هذه الفترة في تكوين البراعم الزهرية و بدء النموات الخضرية ، و لذلك فالاشجار القوية ذات المخزون الغذائي الجيد فقط هي التي تعطي حاصلا وفيرا من الثمار و تستهلك المواد الكربوهيدراتية المخزونة بالاشجار بكثرة في تكوين البراعم الزهرية و عقد الثمار ، و تعزى قلة عقد الثمار في بعض مزارع الزيتون إلى نقص عدد الأزهار التامة في بعض السنين ، فقد لوحظ في بعض المزارع ان الأزهار كانت كلها تقريبا ازهارا مذكرة و هي ناتجة عن اختزال المبايض اثناء تطور البراعم الزهرية ( شباط و اذار ) و الذي يتسبب عن نقص المياه أو العناصر المعدنية أو المواد الكربوهيدراتية أو اختلال التوازن الهرموني في ذلك الوقت . هنالك عدد من العوامل التي تؤثر في تزهير و اثمار الزيتون و اهمها :-
1 – درجة الحرارة :
- تحتاج اشجار الزيتون إلى التعرض لعدد معين من درجات الحرارة المنخفضة خلال الشتاء من اجل إعطاء تزهير و حاصل جيدين في الموسم اللاحق ، و ان محفزات التزهير ( على الاغلب مواد هرمونية ) تطلق خلال فترة التعرض للحرارة المنخفضة ، و يحدث النمو خلال فترة الدفء في النهار ، و تعد درجة 13 مo هي النقطة التي يكون عندها كل من الدفء و البرودة كافيين لغرض التزهير . يتشابه الزيتون مع الفاكهة المتساقطة من حيث حاجته لدرجات الحرارة المنخفضة خلال الخريف و الشتاء ، الا انه يختلف عنها في انه يحتاج درجات الحرارة المنخفضة من اجل تحفيز نشوء الأزهار ، في حين تحتاج الفاكهة المتساقطة لهذه الدرجات من اجل التغلب على الراحة الفسلجية لكل من البراعم الزهرية و الخضرية التي تكونت في الصيف السابق .
2 – العناصر المعدنية :-
أ – النتروجين :- لكي كون النتروجين فعالا في تحفيز تكشف الأزهار و عقد الثمار فانه يجب اضافته بوقت مبكر بحيث تمتصه الشجرة في بداية اذار ( أي قبل التزهير ) ، و لذلك فانه يجب إضافة الاسمدة الكيميائية في نهاية كانون الأول و كانون الثاني ، في حين تضاف الاسمدة العضوية خلال الخريف . ان إضافة النتروجين تعد ضرورية من اجل التقليل من شدة المعاومة و المحافظة على انتاجية الأشجار عن طريق تنشيط تكوين النموات المثمرة ، كما ان اضافته قبل التزهير باشهر عدة يرفع من نسبة عقد الثمار و يزيد الحاصل دون ان يؤثر في نسبة الزيت داخل الثمار .
ب – البورون :- يعد البورون احد العناصر المهمة في تحديد التزهير في الزيتون ، اذ وجد من التجارب ان عدم أو قلة اثمار اشجار الزيتون هي واحدة من علامات نقص البورون في النبات ، كما وجد ان بعض الأشجار تزهر و تعقد ثمارها بصورة طبيعية مع انخفاض محتوى الاوراق من البورون حتى 14 – 15 جزء بالمليون ، و لكن معظم هذه الثمار تتساقط في تموز و اب قبل نضجها ، و ان الأشجار التي ينخفض محتوى البورون في اوراقها حتى 7 – 13 جزء بالمليون لا تزهر بالمرة ، أو تعطي قليلا من الأزهار .
ج – البوتاسيوم :- يتسبب نقص البوتاسيوم في انخفاض محصول الأشجار من الثمار نتيجة لقلة النموات الخضرية و ضعف التزهير و صغر حجم الثمار .
3 – المواد الكربوهيدراتية :-
يعد خزين المواد الكربوهيدراتية في الشجرة احدى العوامل المهمة في تحديد كمية الأزهار و العقد في الموسم التالي و ذلك للحاجة الكبيرة لها في بداية الموسم من اجل تكوين النموات الخضرية الجديدة و تكون الأزهار و بداية عقد الثمار ، و لذلك يلاحظ حدوث انخفاض كبير في محتوى الاوراق القديمة من كربوهيدرات خلال شهري اذار و نيسان ، و يمكن رفع مستوى الكربوهيدرات في المجموع الخضري للاشجار اثناء فترة تكوين النمو الزهري و ذلك بتحليق الأفرع خلال شهر شباط ، و لكن يلاحظ عدم إجراء التحليق الا عند الضرورة خوفا من تلوث الجروح بالبكتريا المسببة لمرض تدرن البراعم و لذلك يجب تعقيم الادوات المستخدمة في التحليق قبل إجراء العمليات .
خف الثمار : Fruit Thinning
و هي عملية التخفيف أو التقليل من عدد الأزهار أو الثمار العاقدة المحمولة على الشجرة و الابقاء على عدد مناسب من الثمار ( حوالي 3 – 5 ثمرة لكل 30 سم من الأفرع المثمرة ) للمحافظة على انتاجية الأشجار لفترة طويلة .
يحقق خف الثمار جملة من الفوائد اهمها :-
1 – زيادة حجم الثمار المتبقية على الشجرة
2 – زيادة محتوى الثمار من الزيت
3 – زيادة نسبة اللحم : النواة
4 – التقليل من ظاهرة المعاومة بتنظيم كمية الحمل السنوي للشجرة
5 – التقليل من تكاليف جمع المحصول
6 – التقليل من تكسر الأفرع ذات الحمل الغزير
هناك نوعان من الخف ، الخف اليدوي و الخف الكيميائي ، و يعد الخف اليدوي غير عمليا في المزارع الكبيرة و ذلك بسبب كلفته المرتفعة و حاجته إلى الايدي العاملة و الوقت الطويل لاتمامه ، و يفضل إجراء الخف اليدوي خلال شهري حزيران و تموز . اما الخف الكيميائي فهو الافضل و الاسرع و يعطي نتائج جيدة خاصة اذا ما استخدمت المادة الكيميائية الملائمة و بالتركيز و التوقيت الملائمين ، و من المواد المستخدمة بنجاح في عملية خف الزيتون هي مادة نفثالين حامض الخليك NAA ، اذ تعطي افضل النتائج اذا ما جرت عملية الرش بعد التزهير الكامل بحوالي 2 – 3 أسبوع و بتركيز 150 جزء بالمليون من هذه المادة ، و ان التبكير في إجراء العملية يؤدي إلى تساقط عدد كبير من الثمار بينما يؤدي التاخير في إجراء العملية إلى عدم التخلص من العدد المناسب من الثمار .
تبادل الحمل ( المعاومة ) : Alternate Bearing
من المعروف تاريخيا ان اشجار الزيتون يحصل فيها تبادل في الحمل بين الحمل الكثيف و الحمل القليل أو المعدوم . ان الاسس الفسلجية لهذه الظاهرة تؤكد على الاستنزاف الكبير للشجرة خلال سنة الحمل الغزير On Year اذ ان الحمل الغزير يستهلك معظم المواد الكربوهيدراتية و النتروجينية و العناصر الاساسية الأخرى ، لذلك يكون ما تبقى من غذاء مخزون في الأشجار ليس كافيا لانتاج محصول السنة التالية ، و يعتقد ان سبب حدوث المعاومة يعود إلى ثلاثة عوامل هي :-
1- العوامل الداخلية :
و هي تتعلق بمخزون الشجرة من المواد الغذائية المحختلفة و العلاقة بين الكربوهيدرات و النتروجين C:N ، ففي سنة الحمل الخفيف لا يكون هناك استنزاف كبير للمواد الغذائية مما يساعد الشجرة في تكوين خزين غذائي جيد يزيد من تكون البراعم الزهرية للسنة اللاحقة ، اما في سنة الحمل الغزير فانه يحدث استهلاك كبير للمواد الغذائية المخزونة و بالتالي تكون السنة اللاحقة سنة حمل خفيف Off Year . كما تفسر العملية على اساس مستويات الهرمونات التي تشجع تحول البراعم الخضرية إلى زهرية حيث يكون مستواها منخفضا في سنة الحمل الخفيف Off Year .
2 – العوامل البيئية :
اذ ان العوامل أو الظروف البيئية المتطرفة تؤدي إلى قلة نمو الأشجار و بالتالي قلة النمو الخضري و انخفاض الخزين من المواد الغذائية مما يؤدي إلى حمل خفيف في السنة اللاحقة نتيجة قلة عدد الأزهار المتكونة أو زيادة نسبة الأزهار المذكرة على حساب الأزهار الكاملة أو حتى فشل انبات حبوب اللقاح مما يؤدي إلى قلة الحاصل .
3 – العامل الوراثي :
يعتقد ان هناك شكلا من اشكال السيطرة الوراثية على ظاهرة الحمل المحمول الا ان هذه الحالة ليست ظاهرة بشكل جلي في كثير من الانواع النباتية ، و بشكل عام تميل الاصناف الخصبة ذاتيا إلى الحمل المحول نتيجة استنزاف المواد المخزونة في سنة يعقبها تخزين كبير للغذاء في سنة الحمل الخفيف ، بينما يلاحظ على الاصناف العقيمة ذاتيا انها تكون اقل ميلا لاظهار الحمل المحول .
بشكل عام يمكن تصحيح ظاهرة الحمل المحول ( المعاومة ) عن طريق اتباع دورة جديدة في تسميد اشجار الزيتون لا سيما في سنة الحمل الغزير لغرض تعويض الشجرة عن المواد الكربوهيدراتية المستنفدة لاعطاء الشجرة القوة الكافية لتكوين البراعم الزهرية التي تكون الحمل في السنة التالية ، و يفضل زيادة التسميد النتروجيني في الربيع عندما يكون الحمل غزيرا لان ذلك يؤدي إلى زيادة النمو الورقي و بالتالي زيادة الغذاء المصنع و هو ما يسبب زيادة عقد الثمار في السنة التالية ، كما ان عمليات خدمة التربة بشكل جيد و كذلك التقليم المناسب تعد من الوسائل المطلوبة لتقليل ظاهرة تبادل الحمل ( المعاومة ) .